كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 3)

وقال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن حبان: حدّث عن الثقات بالأشياء المعضلات لا يجوز الاشتغال بحديثه عند الاحتجاج به"
وتعقبه الحافظ في "نتائج الأفكار" فقال: ورجاله ثقات إلا صدقة وهو الدمشقي كما نسب في رواية أبي نعيم وابن شاهين، ووقع في رواية الدارقطني غير منسوب فأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" من طريق الدارقطني وقال: صدقة هذا هو ابن يزيد الخراساني، ونقل كلام الأئمة فيه، ووهم في ذلك، والدمشقي هو ابن عبد الله ويعرف بالسمين ضعيف من قبل حفظه، ووثقه جماعة فيصلح في المتابعات .. وأبو رجاء الذي في السند اسمه عبد الله بن محرز الجَزَري، وابن الديلمي اسمه عبد الله بن فيروز" اللآلئ 2/ 40
قلت: أبو رجاء الجزري اسمه مُحْرِز بن عبد الله كما في "التهذيب" وغيره، وأظنه غير المذكور في هذا الإسناد، فإنّ ذلك خراساني، وهذا جزري، فافترقا.
وصدقة السمين ضعيف عند الجمهور، وقواه بعضهم، واختلف فيه قول دحيم.
وابن الديلمي ثقة لكنّه لم يذكر سماعا من العباس فلا أدري أسمع منه أم لا.
الثاني: يرويه محمد بن المنكدر عن عبد الله بن عباس قال: قال عباس: مرّ بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لي "ألا أفديك، ألا أمنحك، ألا أعطيك، ألا أستجيبك؟ " فظننت أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطيني زغما من الدنيا فقلت: بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله، قال "أربع ركعات في كل يوم، وذكر الحديث بطوله.
أخرجه أبو القاسم الخرقي في "فوائده" (الترجيح ص 44 - 45) من طريق حماد بن عمرو النَّصِيبي عن أبي رافع عن ابن المنكدر به.
والنصيبي كذبه ابن معين وغيره، وقال ابن حبان وغيره: يضع الحديث.
وأما حديث الفضل بن العباس فأخرجه أبو نعيم في "قربان المتقين" (الترجيح ص 57 - اللآلئ 2/ 40) من طريق أبي سلمة موسى بن إسماعيل المنقري ثنا عبد الرحمن بن عبد الحميد الطائي ثني أبي قال: لقيت أبا رافع فسألته فحدثني عن الفضل بن العباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال أربع ركعات إذا فعلتهن في كل سنة أو في شهر ... " وذكر الحديث
قال الحافظ في "نتائج الأفكار": والطائي المذكور لا أعرفه ولا أباه، وأظنّ أنّ أبا رافع شيخ الطائي ليس أبا رافع الصحابي بل هو إسماعيل بن رافع أحد الضعفاء" اللآلئ 2/ 40
وأما حديث علي فأخرجه الواحدي في "الدعوات" (الترجيح ص 52 - 53، اللآلئ

الصفحة 2339