كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 3)
قبولها لأنّ المذهب المختار عند المحدثين قبول الزيادة وإنْ كان الأكثر لم يوردها إلا في زيادة تفرد بها بعض الرواة الحاضرين في مجلس واحد ومثلهم لا يغفل عن مثلها فإنّها مردودة على ما كتبناه في "تحرير الأصول" وما نحن فيه لم يثبت أنّه زيادة لما في مجلس واحد اجتمعوا فيه فسمع هذا ما لم يسمع المشاركون له في ذلك المجلس بالسماع فما لم يظهر أنّ الحال كذلك فالأصل أنّه قاله في مجالس ذكر في بعضها ما تركه في آخر"
وذكر في "تحرير الأصول" أَنه إذا علم اتحاد المجلس لم تقبل الزيادة وإذا تعدد المجلس أو لم يعلم بذلك قبلت الزيادة اتفاقا" تيسير التحرير3/ 108 - 109
وقد ردّ غير واحد الحديث وأعلّه بجهالة زيد أبي عياش، ومنهم من ضعفه.
فقال ابن حزم: هذا خبر لا يصح لأنّ زيدا أبا عياش مجهول" الأحكام ص 1304 - المحلى 9/ 492
وقال المرغيناني في "الهداية": زيد بن عياش ضعيف عند النقلة (¬1) " تحفة الأحوذي 4/ 420
وقال الحافظ في "التلخيص" (3/ 10): وقد أعله جماعة منهم الطحاوي والطبري وابن حزم وعبد الحق كلهم أعله بجهالة حال زيد أبي عياش، والجواب أنّ الدارقطني قال: إنّه ثقة ثبت، وقال المنذري: قد روى عنه اثنان ثقتان وقد اعتمده مالك مع شدة نقده، وصححه الترمذي والحاكم. قال: ولا أعلم أحدا طعن فيه، وجزم الطحاوي بوهم من زعم أنّه هو أبو عياش الزرقي زيد بن الصامت، وقيل: زيد بن النعمان الصحابي المشهور وصحح أنّه غيره وهو كما قال"
وقال الخطابي: قد تكلم بعض الناس في إسناد حديث سعد بن أبي وقاص وقال: زيد أبو عياش راويه ضعيف، ومثل هذا الحديث على أصل للشافعي لا يجوز أنْ يحتج به، وليس الأمر على ما توهمه، وأبو عياش هذا مولى لبني زهرة معروف وقد ذكره مالك في "الموطأ" وهو لا يروي عن رجل متروك الحديث بوجه وهذا من شأن مالك وعادته معلوم"
وقال المنذري في "مختصره": وقد حكي عن بعضهم أنّه قال: زيد أبو عياش مجهول، وكيف يكون مجهولا وقد روى عنه اثنان ثقتان عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان وعمران بن أبي أنس وهما ممن احتج به مسلم في "صحيحه" وقد عرفه أئمة هذا الشأن فالإمام مالك قد أخرج حديثه في "موطئه" مع شدة تحريه في الرجال وتتبعه لأحوالهم، والترمذي قد صحح حديثه وكذلك الحاكم في كتاب المستدرك، وقد ذكره
¬__________
(¬1) وتعقبه العيني في "البناية" فقال: هذا ليس بصحيح بل هو ثقة عند النقلة" تحفة الأحوذي 4/ 420