كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 4)

بسهم فقتله وليس له وارث إلا خال، فكتب في ذلك أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر - رضي الله عنه - فكتب أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال" الله ورسوله مولى من لا مولى له، والخال وارث من لا وارث له"
اللفظ لأحمد وغيره.
وفي لفظ لأحمد أيضا وغيره "كتب عمر إلى أبي عبيدة بن الجراح: أن علموا غلمانكم العوم ومقاتلتكم الرمي، فكانوا يختلفون إلى الأغراض، فجاء سهم غرب إلى غلام فقتله فلم يوجد له أصل وكان في حجر خال له، فكتب فيه أبو عبيدة إلى عمر: إلى من أدفع عقله؟ فكتب إليه عمر: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول "الله ورسوله مولى من لا مولى له، والخال وارث من لا وارث له"
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"
وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عمر إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وقد روي عن غير عمر. وأحسن إسناد يُروى في ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا الإسناد عن عمر"
قلت: وهو إسناد حسن، عبد الرحمن بن الحارث مختلف فيه: وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه ابن المديني وغيره، وقال ابن معين: ليس به بأس، فهو حسن الحديث.
وحكيم بن حكيم مختلف فيه كذلك: وثقه ابن حبان والعجلي والذهبي في "المغنى"، وقال في "الكاشف": حسن الحديث، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق.
وقال ابن سعد: لا يحتجون بحديثه، وقال ابن القطان الفاسي: لا تعرف عدالته (الوهم والايهام 3/ 538)
وسفيان وأبو أمامة ثقتان مشهوران (¬1).
وأما حديث المقدام فله عنه طريقان:
الأول: يرويه راشد بن سعد المَقْرائي الحمصي واختلف عنه:
- فرواه شعبة عن بُديل بن ميسرة العقيلي قال: سمعت علي بن أبي طلحة يحدث
¬__________
(¬1) واختلف فيه على عبد الرحمن بن الحارث، فرواه عبد الرحمن بن أبي الزناد عنه عن رجال من الفقهاء أحدهم حكيم بن حكيم أنّ عمر كتب إلى أبي عبيدة.
أخرجه سعيد بن منصور (2455)
وحديث سفيان أصح.

الصفحة 3026