كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 5)

أخرجه الطبراني في "الكبير" (12094) والبيهقي في "معرفة السنن" (5/ 261) من طريق شَريك بن عبد الله القاضي عن الحجاج به.
قال البيهقي: فهذا إنما يرويه الحجاج بن أرطاة وهو غير محتج به"
قلت: وهو مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعاً من الحكم، وشريك مختلف فيه.
فقول الهيثمي في "المجمع" (3/ 23): إسناده حسن. ليس بحسن.
الثاني: يرويه مُعَلى بن عبد الرحمن الواسطي ثنا عبد الحميد بن جعفر ثنا محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس قال: قتل حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جنباً فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "غسلته الملائكة"
أخرجه الحاكم (3/ 195)
وقال: صحيح الإسناد"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: معلى هالك"
وللحديث شاهد عن عبد الله بن الزبير وعن أنس بن مالك وعن محمود بن لبيد وعن الحسن البصري مرسلاً وعن عروة مرسلاً.
فأما حديث عبد الله بن الزبير فأخرجه ابن حبان (7025) والحاكم (3/ 204) وأبو نعيم في "الدلائل" (418) والبيهقي (4/ 15) من طريق سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ثني أبي قال: قال ابن إسحاق: ثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده قال: كان حنظلة بن أبي عامر الثقفي تبارز هو وأبو سفيان، فلما علاه حنظلة رآه شداد بن الأوس وكان يقال له أبو شعوب فعلاه شداد بالسيف فقتله، وقد كاد يقتل أبا سفيان. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إن صاحبكم لتغسله الملائكة فاسألوا صاحبته" فقالت: خرج وهو جنب لما سمع الهائعة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لذلك غسلته الملائكة"
اللفظ لأبي نعيم.
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم".
كذا قال، ويحيى بن عباد لم يخرج له مسلم شيئاً، وابن إسحاق أخرج له مسلم في المتابعات، وهو صدوق مدلس وقد صرح بالتحديث فانتفى التدليس، وباقي رواته ثقات فالإسناد حسن.
وعبد الله بن الزبير لم يحضر هذه الواقعة وهي في أُحُد لأنّه كان صغيراً فهو مرسل صحابي وهو حجة عند الجمهور.

الصفحة 3151