كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 5)

وله عن ربيعة بن عباد طرق:
الأول: يرويه عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال: أخبرني رجل يقال له: ربيعة بن عباد من بني الديل وكان جاهلياً أسلم فقال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1) بصر عيني بسوق ذي المجاز (¬2) يقول "يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا" ويدخل في فجاجها والناس متقصفون (¬3) عليه (¬4) فما رأيت أحدا يقول شيئاً وهو لا يسكت يقول "أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا" إلا أنّ وراءه رجلاً أحول وضيئ الوجه ذا غديرتين يقول: إنّه صابئ كاذب (¬5). فقلت: من هذا؟ قالوا: محمد بن عبد الله وهو يذكر النبوة، قلت: من هذا الذي يكذبه؟ قالوا: عمه أبو لهب. قلت (¬6): إنك كنت يومئذ صغيراً، قال: لا والله إني يومئذ لأعقل (¬7).
أخرجه أحمد (3/ 492 و 4/ 341) والسياق له، وابنه (3/ 492 - 493 و 4/ 341 - 342) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (964) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (761) والعباس الدوري في "التاريخ" (2/ 163) والدينوري في "المجالسة" (1304) والطبراني في "الكبير" (4582) والحاكم (1/ 15) واللالكائي في "السنة" (1414 و1415) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 185186) وأبو نعيم في "الصحابة" (2758) من طرق عن عبد الرحمن بن أبي الزناد به.
قال الحاكم: إنما استشهدت بعبد الرحمن بن أبي الزناد اقتداء بهما فقد استشهدا جميعاً به"
قلت: عبد الرحمن مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وأبوه ثقة مشهور.
الثاني: يرويه ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد القارظ عن ربيعة بن عباد قال: رأيت أبا لهب بعكاظ وهو يتبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: يا أيها الناس إنّ هذا قد غوى فلا يغوينكم عن آلهة آبائكم، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفرّ منه وهو على أثره ونحن نتبعه ونحن غلمان كأني انظر إليه أحول ذا غديرتين أبيض الناس وأجملهم.
¬__________
(¬1) زاد أحمد في رواية والطبراني "في الجاهلية"
(¬2) زاد ابن أبي عاصم "يمشي بين ظهراني الناس"
(¬3) وفي لفظ "مجتمعون"
(¬4) زاد الطبراني "يتبعونه"
(¬5) زاد أحمد في رواية "يتبعه حيث ذهب"
(¬6) زاد عبد الله بن أحمد "قال أبو الزناد: فقلت لربيعة بن عباد"
(¬7) زاد عبد الله بن أحمد في رواية "إني لأزفر القربة -يعني أحملها-"

الصفحة 3172