كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 5)

وقال في الموضع الثاني: وعند أحمد والنسائي وابن سعد من حديث جابر بسند صحيح في هذا الحديث "ورأيت بقراً منحرة" (¬1)
وقال: في الموضع الثالث: سنده صحيح" (¬2)
حسن
أخرجه ابن سعد (2/ 45) وابن أبي شيبة (11/ 68 - 69) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 7015) وأحمد (3/ 351) والدارمي (2165) والبزار (كشف 2133) والنسائي في "الكبرى" (7647) وابن الجارود (1061) من طرق عن حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر به مرفوعاً وزاد: فقال لأصحابه "لو أنا أقمنا بالمدينة فإنْ دخلوا علينا فيها قاتلناهم" فقالوا: يا رسول الله، والله ما دُخل علينا فيها في الجاهلية فكيف، يُدخل علينا فيها في الإسلام، فقال "شأنكم إذاً" قال: فلبس لَأمَتَه. قال: فقالت الأنصار: رددنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأيه، فجاءوا فقالوا: يا نبي الله شأنك إذاً، فقال "إنّه ليس لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل"
قال البزار: لا نعلم رواه عن أبي الزبير إلا حماد بن سلمة"
وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 207
قلت: وكلهم ثقات إلا أنّ أبا الزبير كان مدلساً ولم يذكر سماعاً من جابر.
وللحديث شاهد عن ابن عباس وعن قتادة مرسلاً وعن عروة مرسلاً وعن الزهري وغيره مرسلاً فيتقوى بها.
فأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان:
الأول: يرويه عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس قال: تنفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيفه ذا الفقار يوم بدر، وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أُحُد، وذلك أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما جاءه المشركون يوم أحد كان رأي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ يقيم بالمدينة يقاتلهم فيها، فقال له ناس لم يكونوا شهدوا بدراً: تخرج بنا يا رسول الله إليهم نقاتلهم بأحد، ورجوا أن يصيبوا من الفضيلة ما أصاب أهل بدر، فما زالوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى لبس أداته، ثم ندموا وقالوا: يا رسول الله أقم فالرأي رأيك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما ينبغي لنبي أن يضع أداته بعد أنْ لبسها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه"
¬__________
(¬1) 8/ 380 (كتاب المغازي- باب من قتل من المسلمين يوم أحد)
(¬2) 17/ 104 (كتاب الإعتصام- باب قول الله تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشّورى: 38])

الصفحة 3185