كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 5)

قال: وكان مما قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ قبل أنْ يلبس الأداة "إني رأيت أني في درع حصينة فأولتها المدينة، وإني مردف كبشاً فأوّلته كبش الكتيبة، ورأيت أنّ سيفي ذا الفقار فُلَّ فأوّلته فلاَّ فيكم، ورأيت بقراً تذبح فَبقْرٌ والله خير، فَبقْرٌ والله خير"
أخرجه أحمد (1/ 271) وابن ماجه (2808) والترمذي (4/ 130) والبزار (كشف 2132) وابن المنذر في "الأوسط" (11/ 91) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 302) والطبراني في "الكبير" (10733) وابن عدي (4/ 1587) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (403) والحاكم (2/ 128 - 129 و3/ 39) واللفظ له والبيهقي (6/ 304 و 7/ 41) وفي "الدلائل" (3/ 136 و 204 - 205) والذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 357) من طرق عن عبد الرحمن بن أبي الزناد به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه من حديث ابن أبي الزناد"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال الحافظ: سنده حسن" الفتح 17/ 104
وقال الهيثمي: في إسناده عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو ضعيف" المجمع 7/ 181
قلت: عبد الرحمن بن أبي الزناد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه وحديثه حسن في المتابعات.
الثاني: يرويه أبو شيبة عن الحكم عن مِقْسَم عن ابن عباس قال: لما نزل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد أبو سفيان وأصحابه قال لأصحابه "إني رأيت في المنام سيفي ذا الفقار انكسر، ورأيت بقراً تذبح وهي مصيبة، ورأيت عليّ درعي وهي مدينتكم لا يصلون إليها إنْ شاء الله"
أخرجه الطبراني في "الكبير" (12104)
قال الهيثمي: وفيه أبو شيبة إبراهيم بن عثمان وهو متروك" المجمع 6/ 107
وأما حديث قتادة فأخرجه الطبري في "تفسيره" (4/ 164 - 165) عن بشر بن معاذ العَقَدي ثنا يزيد بن زُرَيع ثنا سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة قال: ذكر لنا أنّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه يوم أحد حين قدم أبو سفيان والمشركون، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه "إنا في جُنَّة حصينة -يعني بذلك: المدينة -فدعوا القوم أنْ يدخلوا علينا نقاتلهم" فقال ناس له من أصحابه من الأنصار: يا نبي الله إنا نكره أنْ نقتل في طرق المدينة، وقد كنا نمتنع في الغزو في الجاهلية، فبالاسلام أحق أنْ نمتنع فيه، فابرز بنا إلى القوم، فانطلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

الصفحة 3186