كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 5)

فلبس لأمته، فتلاوم القوم، فقالوا: عرّض نبي الله - صلى الله عليه وسلم - بأمر، وعرّضتم بغيره، اذهب يا حمزة فقل لنبي الله - صلى الله عليه وسلم -: أمرنا لأمرك تبع، فأتى حمزة فقال له: يا نبي الله إنّ القوم قد تلاوموا، وقالوا: أمرنا لأمرك تبع، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنه ليس لنبي اذا لبس لأمته أنْ يضعها حتى يناجز، وإنّه ستكون فيكم مصيبة" قالوا: يا نبي الله خاصة، أو عامة؟ قال "سترونها"
ذكر لنا أنّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - رأى في المنام أن بقرا تُنحر، فتأولها قتلاً في أصحابه، ورأى أنّ سيفه ذا الفقار انفصم، فكان قتل عمه حمزة، قتل يومئذ، وكان يقال له أسد الله، ورأى أن كبشاً أغبر، فتأوله كبش الكتيبة عثمان بن أبي طلحة أصيب يومئذ، وكان معه لواء المشركين.
رواته ثقات.
وأما حديث عروة فله عنه طريقان:
الأول: يرويه عبد الرزاق (9735) عن مَعْمر عن الزهري عن عروة قال: إنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوم أحد حين غزا أبو سفيان وكفار قريش "إني رأيت كأني لبست درعاً حصينة، فأولتها المدينة فاجلسوا في ضيعتكم، وقاتلوا من ورائها" وكانت المدينة قد شبكت بالبنيان، فهي كالحصن، فقال رجل ممن لم يشهد بدراً: يا رسول الله، اخرج بنا إليهم فلنقاتلهم، وقال عبد الله بن أبي بن سلول: نِعْمَ والله يا نبي الله ما رأيت، إنا والله ما نزل بنا عدو قط فخرجنا إليه، فأصاب فينا, ولا تنيناً في المدينة، وقاتلنا من ورائها إلا هزمنا عدونا، فكلمة أناس من المسلمين، فقالوا: بلى يا رسول الله اخرج بنا إليهم، فدعا بلأمته فلبسها، ثم قال "ما أظن الصرعى إلا ستكثر منكم ومنهم، إني أرى في النوم منحورة، فأقول بقر، والله بخير" فقال رجل: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي فاجلس بنا، قال "إنّه لا ينبغي لنبي لبس لأمته أنْ بضعها حتى يلقى الناس"
وذكر الحديث وفيه طول.
ورواته ثقات.
الثاني: يرويه عمرو بن خالد الحراني عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال: فذكر نحوه.
أخرجه البيهقي (7/ 40 - 41)
وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.

الصفحة 3187