كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 5)

وأخرجه البزار والطبراني من وجهين آخرين عن زياد فسميا المبهم يزيد بن الحارث، وسماه أحمد في رواية أخرى أسامة بن شريك، فأخرجه من طريق أبي بكر النهشلي عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك قال: خرجنا في بضع عشرة نفسا من بني ثعلبة فإذا نحن بأبي موسى.
ولا معارضة بينه وبين من سماه يزيد بن الحارث لأنه يحمل على أنّ أسامة هو سيد الحي الذي أشار إليه في الرواية الأخرى واستثبته فيما حدّث به الأول وهو يزيد بن الحارث، ورجاله رجال الصحيحين اللهم إلا المبهم، وأسامة بن شريك صحابي مشهور والذي سماه وهو أبو بكر النهشلي من رجال مسلم، فالحديث صحيح بهذا الاعتبار، وقد صححه ابن خزيمة والحاكم، وأخرجاه وأحمد والطبراني من وجه آخر عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري قال: سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "هو وخز أعدائكم من الجن، وهو لكم شهادة" ورجاله رجال الصحيح إلا أبا بلج بفتح الموحدة وسكون اللام بعدها جيم، واسمه يحيى، وثقه ابن معين والنسائي وجماعة، وضعفه جماعة بسبب التشيع، وذلك لا يقدح في قبول روايته عند الجمهور.
وللحديث طريق ثالثة أخرجها الطبراني من رواية عبد الله بن المختار عن كريب بن الحارث بن أبي موسى عن أبيه عن جده، ورجاله رجال الصحيح إلا كريبا وأباه، وكريب وثقه ابن حبان، وله حديث آخر في الطاعون أخرجه أحمد وصححه الحاكم من رواية عاصم الأحول عن كريب بن الحارث عن أبي بردة بن قيس أخي أبي موسى الأشعري رفعه "اللهم اجعل فناء أمتي قتلا في سبيلك بالطعن والطاعون"
ولحديث أبي موسى شاهد من حديث عائشة أخرجه أبو يعلى من رواية ليث بن أبي سليم عن رجل عن عطاء عنها، وهذا سند ضعيف، وآخر من حديث ابن عمر سنده أضعف منه، والعمدة في هذا الباب على حديث أبي موسى فإنّه يحكم له بالصحة لتعدد طرقه إليه" (¬1)
له عن أبي موسى الأشعري طرق:
الأول: يرويه زياد بن عِلاقة الثعْلَبِي واختلف عنه:
- فرواه شعبة عنه عن رجل عن أبي موسى رفعه "فناء أمتي بالطعن والطاعون" قالوا: يا رسول الله، هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون؟ قال "طعن أعدائكم من الجن، وفي كل شهادة"
أخرجه الطيالسي (ص 72) عن شعبة به.
¬__________
(¬1) 12/ 288 - 289 (كتاب الطب - باب ما يذكر في الطاعون)

الصفحة 3704