كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 5)
2553 - "قال الله: ما أنعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح فريق منهم كافرين بها"
قال الحافظ: وفي رواية أبي هريرة عند مسلم (72): فذكره" (¬1)
2554 - عن أبي بن كعب قال: قال المشركون للنبي - صلى الله عليه وسلم -: انسب لنا ربك، فنزلت سورة الإخلاص.
قال الحافظ: وهو عند ابن خزيمة في كتاب "التوحيد" وصححه الحاكم. وفيه "أنه ليس شيء يولد إلا يموت، وليس شيء يموت إلا يورث، والله لا يموت ولا يورث، ولم يكن له شبه ولا عدل، وليس كمثله شيء" (¬2)
تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أنّ المشركين قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -:
انسب لنا ربك، فنزلت"
2555 - عن مجاهد قال: قال المؤمنون: ألا نستغفر لآبائنا كما استغفر إبراهيم لأبيه؟ فنزلت.
قال الحافظ: وروى الطبري من طريق ابن أبي نَجيح عن مجاهد قال: فذكره، ومن طريق قتادة قال: ذكر لنا أنّ رجالا، فذكر نحوه" (¬3)
مرسل
حديث مجاهد أخرجه الطبري في "تفسيره" (11/ 41) عن محمد بن عمرو بن العباس الباهلي ثنا أبو عاصم ثنا عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 113] قال: يقول المؤمنون ألا نستغفر لآبائنا وقد استغفر إبراهيم لأبيه كافرا، فأنزل الله {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ} [التوبة: 114] ع الآية.
ورواته ثقات، محمد بن عمرو له ترجمة في "تاريخ بغداد"، وأبو عاصم هو الضحاك بن مخلد، وعيسى هو ابن ميمون المكي، وابن أبي نجيح اسمه عبد الله.
وحديث قتادة أخرجه الطبري (11/ 43) عن بشر بن معاذ العقدي ثنا يزيد بن زُريع ثنا سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة، قوله {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 113] الآية، قال: ذكر لنا أنّ رجالا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قالوا: يا نبي الله، إنّ من
¬__________
(¬1) 3/ 177 (كتاب الصلاة - أبواب الاستسقاء - باب قول الله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)} [الواقعة: 82])
(¬2) 17/ 125 (كتاب التوحيد - باب ما جاء في دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته إلى توحيد الله)
(¬3) 10/ 125 (كتاب التفسير - سورة القصص - باب قوله ({إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56])