كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 6)
وقال ابن حبان: روى عن ابن عباس الناسخ والمنسوخ ولم يره.
لكن ذكر المزي (التهذيب) والذهبي (الميزان) أنّ بينه وبين ابن عباس: مجاهد.
وأضاف الطحاوي أيضاً: عكرمة (المشكل 6/ 283)
فإن ثبت ذلك فالإسناد متصل، ومجاهد وعكرمة ثقتان.
ومعاوية بن صالح وثقه أحمد وجماعة، وعبد الله بن صالح مختلف فيه.
3140 - عن عكرمة قال: لما وادع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل مكة وكانت خزاعة في صلحه وبنو بكر في صلح قريش فكان بينهم قتال فأمدتهم قريش بسلاح وطعام فظهروا على خزاعة وقتلوا منهم، وجاء وفد خزاعة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فدعاه إلى النصر وذكر الشعر.
قال الحافظ: وقد روى البزار من طريق حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة بعض الأبيات المذكورة في هذه القصة، وهو إسناد حسن موصول، ولكن رواه ابن أبي شيبة عن يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة مرسلاً، وأخرجه أيضاً من رواية أيوب عن عكرمة مرسلاً مطولاً، قال فيه: فذكره. وأخرجه عبد الرزاق من طريق مقسم عن ابن عباس مطولاً وليس فيه الشعر، وأخرجه الطبراني من حديث ميمونة بنت الحارث مطولاً وفيه أيضاً أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليلا وهو في متوضئه "نصرت نصرت" فسألته فقال "هذا راجز بني كعب يستصرخني وزعم أنّ قريشا أعانت عليهم بني بكر" قالت: فأقمنا ثلاثاً ثم صلى الصبح بالناس ثم سمعت الراجز ينشده.
وقال: وفي مرسل أبي سلمة المذكور عند ابن أبي شيبة: ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة "جهزيني ولا تعلمي بذلك أحدا" فدخل عليها أبو بكر فأنكر بعض شأنها فقال: ما هذا؟ فقالت له، فقال: والله ما انقضت الهدنة بيننا، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فذكر له أنهم أول من غدر، ثم أمر بالطرق فحبست فعمي على أهل مكة لا يأتهم خبر" (¬1)
حديث أبي هريرة أخرجه البزار (كشف 1817) والبلاذري في "فتوح البلدان" (ص 30) عن عبد الواحد بن غياث البصري أنبا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أنّ قائل خزاعة قال:
اللهم إني ناشد محمدا ... حلف أبينا وأبيه الأتلدا
¬__________
(¬1) 9/ 61 (كتاب المغازي - باب غزوة الفتح)