كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 6)
قلت: قال ابن معين وأبو داود: صالح بن حيان ضعيف، وقال أبو حاتم والعجلي والدارقطني: ليس بالقوي، وقال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة.
وأما حديث أنس فأخرجه أحمد (3/ 158 - 159) عن خلف بن خليفة عن حفص عن عمه أنس بن مالك قال: كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون عليه وإنّ الجمل استصعب عليهم فمنعهم ظهره، وإنّ الأنصار جاءوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: إنّه كان لنا جمل نسني عليه وإنّه استصعب علينا ومنعنا ظهره وقد عطش الزرع والنخل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه "قوموا" فقاموا، فدخل الحائط والجمل في ناحية، فمشى النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه، فقالت الأنصار: يا نبي الله إنّه قد صار مثل الكلب الكَلِب، وإنا نخاف عليك صولته، فقال "ليس عليّ منه بأس" فلما نظر الجمل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقبل نحوه ثم خرّ ساجدا بين يديه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بناصيته أذل ما كانت قط حتى أدخله في العمل، فقال له أصحابه: يا رسول الله، هذه بهيمة لا تعقل تسجد لك ونحن نعقل فنحن أحق أن نسجد لك، فقال "لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها، والذي نفسي بيده لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح والصديد ثم استقبلته فلحسته ما أدت حقه".
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (527)
عن سعيد بن سليمان الواسطي
والبزار (كشف 2454)
عن محمد بن معاوية بن مالج البغدادي الأنماطي (¬1)
كلاهما عن خلف بن خليفة به.
قال البزار: لا نعلمه يروى عن أنس بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد، وحفص بن أخي أنس لا نعلم حدث عنه إلا خليفة"
وقال المنذري: إسناده جيد رواته ثقات مشهورون" الترغيب 3/ 55
وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير حفص بن أخي أنس وهو ثقة" المجمع 9/ 4
¬__________
(¬1) رواه النسائي في "الكبرى" (9147) عن ابن مالج ووقع عنده: عن بعض بني أخي أنس بن مالك.
ورواه ابن صاعد عن ابن مالج فقال: عن حفص بن أخي أنس وهو حفص بن عمر بن عبد الله بن أبي طلحة.
أخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (287) قال: أُخبرنا عن ابن صاعد به.