كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 6)

وقسيسيهم ورهبانهم وبطارقتهم، ورأيت اليهود يسجدون لأحبارهم وفقهائهم وعلمائهم، فقلت: لأي شيء تصنعون هذا؟ أو تفعلون هذا؟ قالوا: هذه تحية الأنبياء، قلت: فنحن أحق أن نصنع بنبينا - صلى الله عليه وسلم -، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - "إنهم كذبوا على أنبيائهم كما حرفوا كتابهم، لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه، ولا تجد امرأة حلاوة الإيمان حتى تؤدي حق زوجها، ولو سألها نفسها وهي على ظهر قَتَب".
أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (535) والبزار (كشف 1461) والطبراني في "الكبير" (20/ 52 - 53) والحاكم (4/ 172) من طرق عن معاذ بن هشام الدستوائي ثني أبي به.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
قلت: القاسم بن عوف الشيباني لم يخرج له البخاري شيئاً، وفي "التهذيب": له عند مسلم حديث صلاة الأوابين" ثم هو مختلف فيه كما سيأتي، واختلف عليه في هذا الحديث.
- ورواه النَّهاس بن قَهْم عن القاسم الشيباني عن ابن أبي ليلى عن أبيه عن صهيب أنّ معاذ بن جبل لما قدم الشام رأى اليهود يسجدون لعلمائهم وأحبارهم فذكر نحو حديث معاذ المتقدم.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (536) والبزار (كشف 1470) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 4329) والطبراني في "الكبير" (7294)
قال الهيثمي: وفيه النهاس بن قهم وهو ضعيف" المجمع 4/ 310
قلت: وهذا الاختلاف على القاسم الشيباني نسبه البزار والدارقطني إلى القاسم نفسه.
قال البزار: وأحسب الاختلاف من جهة القاسم لأنّ كل من رواه عنه ثقة"
وقال الدارقطني: والاضطراب فيه من القاسم بن عوف" العلل 6/ 39
قلت: والقاسم مختلف فيه، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عدي: يكتب حديثه، وقال النسائي: ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث ومحله عندي الصدق.
وأما حديث معاذ فيرويه الأعمش عن أبي ظبيان حصين بن جندب واختلف عنه:
- فقال عبد الله بن نمير: ثنا الأعمش قال: سمعت أبا ظبيان يحدث عن رجل من الأنصار قال: لما قدم معاذ من اليمن قال: يا رسول الله، رأينا قوما يسجد بعضهم لبعض

الصفحة 4433