كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 6)

الهيثمي: لم أعرفه (المجمع 5/ 66) وذكره ابن عساكر في "تاريخ دمشق" وابن الأثير في "اللباب" ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.
وشيخ البزار مختلف فيه، وثقه ابن حبان، وقال مسلمة: صالح، وقال أبو حاتم والدارقطني: ليس بقوي. واختلف فيه قول النسائي فمرة قال: لا بأس به، ومرة قال: ليس بالقوي.
وأما حديث عائشة فأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 306) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 4319) وأحمد (6/ 76) وابن ماجه (1852) وابن أبي الدنيا في "العيال" (538) والآجري في "الشريعة" (1073) وابن بشران (1378) من طرق عن حماد بن سلمة عن عليّ بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في نفر من المهاجرين والأنصار فجاء بعير فسجد له، فقال أصحابه: يا رسول الله، تسجد لك البهائم والشجر فنحن أحق أن نسجد لك، فقال "اعبدوا ربكم، وأكرموا أخاكم، ولو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، ولو أمرها أن تنقل من جبل أصفر إلى جبل أسود ومن جبل أسود إلى جبل أبيض كان ينبغي لها أن تفعله" السياق لأحمد.
قال الهيثمي: إسناده جيد" المجمع 9/ 9
وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان" المصباح 2/ 95
قلت: وهو كما قال.
وأما حديث غيلان بن سلمة فأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 320) والطبراني في "الكبير" (18/ 263) وأبو نعيم في "الدلائل" (285) وفي "الصحابة" (5632) من طريق معلي بن منصور الرازي ثني شبيب بن شيبة ثني بشر بن عاصم الثقفي عن غيلان بن سلمة الثقفي قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره فرأينا منه عجبا من ذلك، إنا مضينا فنزلنا منزلا فجاء رجل فقال: يا نبي الله، إنه كان لي حائط فيه عيشي وعيش عيالي ولي فيه ناضحان فاغتلما علي فمنعاني أنفسهما وحائطي وما فيه ولا يقدر أحد أن يدنو منهما، فنهض نبي الله - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه حتى أتى الحائط، فقال لصاحبه "افتح" فقال: يا نبي الله أمرهما أعظم من ذلك، قال "افتح" فلما حرّك الباب أقبلا لهما جلبة كحفيف الريح، فلما انفرج الباب ونظرا إلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - بركا ثم سجدا، فأخذ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - برؤوسهما ثم دفعهما إلى صاحبهما فقال "استعملهما وأحسن علفهما" فقال القوم: يا نبي الله، تسجد لك البهائم فبلاء الله عندنا بك أحسن حين هدانا الله من الضلالة واستنقذنا بك من المهالك أفلا تأذن لنا في السجود لك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إن السجود ليس لي إلا للحي الذي لا يموت ولو أني آمر أحدا من هذه الأمة بالسجود لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها".

الصفحة 4437