كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 6)

وعباد بن كثير مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، والبراء بن عبد الرحمن لم أقف له على ترجمة، وأحمد بن عبد الرحمن فيه ضعف وقد توبع، والباقون ثقات.
الرابع: يرويه توبة بن نمر الحضرمي المصري عن عبد العزيز بن يحيى أنّه أخبره قال: كنا عند عبيدة بن عبد الرحمن بأفريقية فقال يوما: ما أظن قوما بأرض إلا وهم من أهلها، فقال علي بن أبي رباح: كلا قد حدثني فلان أنّ فروة قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إنّ سبأ قوم كان لهم عز في الجاهلية وإني أخشى أن يرتدوا عن الإسلام أفأقاتلهم؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: "ما أمرت فيهم بشيء بعد" فأنزلت هذه الآية {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ} [سبأ: 15] الآيات. فقال له رجل: يا رسول الله، ما سبأ؟ وذكر الحديث.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 531) عن يونس بن عبد الأعلى المصري ثنا ابن وهب (¬1) ثني ابن لهيعة عن توبة بن نمر به.
قال ابن كثير: فيه غرابة من حيث ذكر نزول الآية بالمدينة والسورة مكية كلها"
قلت: وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة وللذي لم يسم.
الخامس: يرويه أبو جناب يحيى بن أبي حية الكلبي عن يحيى بن هانئ بن عروة عن فروة بن مسيك قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله، أقاتل بمن أقبل من قومي من أدبر منهم؟ قال "نعم" فلما أدبر دعاه فقال "ادعهم إلى الإسلام فإن أبوا فقاتلهم" فقلت: يا رسول الله، فأخبرني عن سبأ أرجل هو أم امرأة هي؟ قال "هو رجل من العرب ولد عشرة تيامن منهم ستة وتشاءم منهم أربعة"
أخرجه عبد بن حميد كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 530 - 531) وعبد الله بن أحمد في "العلل" (2282) والطبري (22/ 76) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 336 - 337) وابن حبان في "المجروحين" (3/ 111 - 112) والطبراني في "الكبير" (18/ 323 - 324) واللفظ له وأبو نعيم في "الصحابة" (5656) والواحدي في "الوسيط" (3/ 490) من طرق عن أبي جناب به.
وأبو جناب ضعيف عند الأكثر، وهو مدلس ولم يذكر سماعا من يحيى بن هانئ.
وخالفه أسباط بن نصر الهَمْداني فرواه عن يحيى بن هانئ عن أبيه أو عن عمه- شك أسباط- قال: قدم فروة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال، مرسل.
أخرجه الطبري (22/ 77)
¬__________
(¬1) وهو في "جامعه" (22)

الصفحة 4493