كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 6)

بعد ما قتلوا المقاتلة، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1) فقال "ألا (¬2) ما بال أقوام قتلوا المقاتلة حتى تناولوا الذرية؟ " قال: فقال رجل: يا رسول الله، أو ليس أبناء المشركين؟ قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ خياركم أبناء المشركين (¬3)، إنها (¬4) ليست نسمة تولد إلا ولدت على الفطرة (¬5)، فما تزال حتى يَبِين عنها لسانها، فأبواها يهودانها أو ينصرانها".
وفي سياق آخر: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وغزوت معه فأصبت (¬6) ظفرا، فقتل الناس يومئذ حتى قتلوا الذرية، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر نحوه وقال فيه "لا تقتلوا الذرية" ثلاثا. وقال في آخره "حتى يُغرِبَ عنها لسانها" كلاهما لأحمد.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
قلت: إسناده صحيح إلا أن الشيخين لم يخرجا رواية الحسن عن الأسود بن سريع، وقد قال ابن المديني: لم يسمع الحسن من الأسود بن سريع.
وهذا الحديث يردّ عليه فقد صرّح الحسن فيه بالتحديث من الأسود عند البخاري والنسائي والطحاوي والحاكم والبيهقي.
وقال أبو نعيم: حديث الأسود مشهور ثابت"
وقال ابن عبد البر: حديث بصري صحيح"
وروي عن الحسن مرسلا.
قال عبد الرزاق (9386): عن معمر عمن سمع الحسن يقول: فذكره.
والأول أصح.
3229 - "ليشربنّ ناس الخمر يسمونها بغير اسمها"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود من طريق مالك بن أبي مريم عن أبي مالك الأشعري عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وصححه ابن حبان، وله شواهد كثيرة" (¬7)
حسن
¬__________
(¬1) زاد الطحاوي في رواية "فاشتد ذلك عليه"
(¬2) ولفظ عبد الرزاق وغيره "ما حملكم على قتل الذرية؟ "
(¬3) زاد الحاكم وغيره "والذي نفس محمد بيده"
(¬4) ولفظ ابن أبي شيبة "إنّه ليس مولود يولد إلا على الفطرة حتى يبلغ فيعبر عن نفسه أو يهوده أبواه أو ينصرانه "زاد ابن حبان" أو يمجسانه"
(¬5) ولفظ ابن حبان "فطرة الإسلام"
(¬6) ولفظ الدارمي "فظفرنا بالمشركين"
(¬7) 12/ 150 (كتاب الأشربة- باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه)

الصفحة 4525