كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 1)

وله عن أبي هريرة طرق:
الأول: يرويه محمد بن عبيد عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: مرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قبر، فقال: "ائتوني بجريدتين" فجعل إحداهما عند رأسه، والأخرى عند رجليه، فقيل: يا نبي الله أينفعه ذلك؟ قال "لن يزال أن يخفف عنه بعض عذاب القبر ما كان فيهما نُدُوٌّ"
أخرجه أحمد (2/ 441) وابن أبي شيبة (3/ 376) والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (123)
قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 57
قلت: وهو كما قال، وإسناده حسن، محمد بن عبيد هو الطنافسي وهو ثقة كما قال أحمد وابن معين وغيرهما، ويزيد بن كيسان هو اليشكري وهو حسن الحديث كما قال الذهبي في "الكاشف"، وأبو حازم واسمه سلمان الأشجعي الكوفي قال ابن عبد البر: أجمعوا على أنّه ثقة.
ولم ينفرد محمد بن عبيد به بل تابعه الوليد بن القاسم الهمداني عن يزيد بن كيسان به.
أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 903)
الثاني: يرويه المنهال بن عمرو الأسدي عن عبد الله بن الحارث عن أبي هريرة قال: كنا نمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمررنا على قبرين، فقام، فقمنا معه، فجعل لونه يتغير حتى رعد كُمُّ قميصه، فقلنا: مالك يا نبي الله؟ قال: "ما تسمعون ما أسمع؟ " قلنا: وما ذاك يا نبي الله؟ قال: "هذان رجلان يعذبان في قبورهما عذابا شديدا في ذنب هَيِّن" قلنا: مِمّ ذلك يا نبي الله؟ قال: "كان أحدهما لا يَسْتَتزِه من البول، وكان الآخر يؤذي الناس بلسانه، ويمشي بينهم بالنميمة"
فدعا بجريدتين من جرائد النخل، فجعل في كل قبر واحدة، قلنا: وهل ينفعهما ذلك يا رسول الله؟ قال: "نعم، يخفف عنهما ما داما رطبتين"
أخرجه ابن حبان (824) عن أبي عروبة الحسين بن محمد الحرّاني ثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة ثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم ثني زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو به.
وإسناده حسن، رجاله كلهم ثقات غير محمد بن وهب وهو صدوق كما في "التقريب" وأبو عبد الرحيم هو خالد بن يزيد ويقال ابن أبي يزيد الحرّاني.

الصفحة 50