كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 1)

21 - عن كعب بن مالك قال: خرجنا حجاجا مع مشركي قومنا، وقد صلينا وفقهنا، ومعنا البراء بن مَعْرُور سيدنا وكبيرنا، فذكر شأن صلاته إلى الكعبة، قال: فلما وصلنا إلى مكة ولم نكن رأينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل ذلك فسألنا عنه فقيل هو مع العباس في المسجد، فدخلنا فجلسنا إليه فسأله البراء عن القبلة ثم خرجنا إلى الحج وواعدناه العقبة ومعنا عبد الله بن عمرو والد جابر ولم يكن أسلم قبل فعرّفناه أمر الإسلام فأسلم حينئذ وصار من النقباء، قال: فاجتمعنا عند العقبة ثلاثة وسبعين رجلا ومعنا امرأتان: أم عمارة بنت كعب إحدى نساء بني مازن، وأسماء بنت عمرو بن عدي إحدى نساء بني سلمة، قال: فجاء ومعه العباس فتكلم فقال: إنّ محمدا منا من حيث علمتم وقد منعناه وهو في عز، فإن كنتم تريدون أنكم وَافُون له بما دعوتموه إليه ومانعوه ممن خالفه فأنتم وذاك، وإلا فمن الآن، قال: فقلنا تكلم يا رسول الله فخذ لنفسك ما أحببت، فتكلم فدعا إلى الله وقرأ القرآن ورغب في الإسلام ثم قال: "أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم"، قال: فأخذ البراء بن معرور بيده فقال: نعم. فذكر الحديث وفيه: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أسالم من سالمتم وأحارب من حاربتم" ثم قال: "أخرجوا إليّ منكم اثني عشر نقيبا".
قال الحافظ: أخرجه ابن إسحاق وصححه ابن حبان من طريقه بطوله، قال ابن إسحاق: حدثني معبد بن كعب بن مالك أن أخاه عبد الله وكان من أعلم الأنصار حدّثه أنّ أباه كعبا حدّثه وكان ممن شهد العقبة وبايع بها، قال: فذكره" (¬1)

حسن
أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام" (1/ 439 - 442) حدثني معبد بن كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين أخو بني سلمة أن أخاه عبد الله بن كعب وكان من أعلم الأنصار حدّثه أن أباه كعبا حدّثه وكان كعب ممن شهد العقبة وبايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكر الحديث وفيه طول.
وأخرجه أحمد (3/ 460 - 462) والفاكهي في "أخبار مكة" (2542 و 2543) والطبري في "تاريخه" (2/ 360 - 363) وابن حبان (7011) والطبراني في "الكبير" (19/ 87) والحاكم (3/ 441) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1135) والبيهقي في "دلائل النبوة" (2/ 444 - 449 و 449 - 450) من طرق عن ابن إسحاق به.
¬__________
(¬1) 8/ 220 - 221 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب وفود الأنصار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة)

الصفحة 53