كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 8)

ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة أنّ شاة طبخت فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أعطني الذراع" فناولها إياه فقال "أعطني الذراع" فناولها إياه، ثم قال "أعطني الذراع" فقال: يا رسول الله، إنما للشاة ذراعان، قال "أما إنك لو التمستها لوجدتها"
وإسناده حسن، الضحاك ومحمد بن عجلان ثقتان، وعجلان صدوق.
وأما حديث أبي عبيد فأخرجه ابن سعد (7/ 65) وابن أبي شيبة في "المسند" (641) وأحمد (3/ 484 - 485) والدارمي (45) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (472) والترمذي في "الشمائل" (160) ودعلج السجزي في "المنتقى من مسند المقلين" (4) والطبراني في "الكبير" (22/ 335 - 336) وأبو نعيم في "الصحابة" (6900) والبغوي في "الشمائل" (949) وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 204) والمزي (34/ 53 - 54) من طرق عن أبان بن يزيد العطار ثنا قتادة عن شهر بن حوشب عن أبي عبيد أنّه طبخ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدرا فيه لحم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ناواني ذراعها" فناولته، فقال "ناولني ذراعها" فناولته، فقال "ناولني ذراعها" فقال: يا نبي الله، كم للشاة من ذراع؟ قال "والذي نفسي بيده لو سكتّ لأعطتك ذراعا ما دعوت به"
قال الحافظ: ورجاله رجال الصحيح إلا شهر بن حوشب" الإصابة 11/ 250
قلت: وهو حسن الحديث، لكنّه لم يذكر سماعا من أبي عبيد فلا أدري أسمع منه أم لا، وقتادة مدلس ولم يذكر سماعا من شهر.
وأما حديث الرجل الذي لم يسم فأخرجه أحمد (5089) عن إسماعيل بن عُلية ثنا يحيى بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق ثني رجل من بني غفار في مجلس سالم بن عبد الله حدثني فلان أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُتي بطعام من خبز ولحم فقال "ناولني الذراع" فنوول ذراعا، فأكلها، ثم قال "ناولني الذراع" فنوول ذراعا، فأكلها، ثم قال "ناولني الذراع" فقال: يا رسول الله، إنما هما ذراعان، فقال "وأبيك لو سكتّ ما زلت أناول منها ذراعا ما دعوت به"
فقال سالم: أما هذه فلا، سمعت عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ الله تبارك وتعالى ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم".
وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم.
وخلاصة ما تقدم أنّ الحديث بمجموع طرقه وشواهده لا ينزل عن رتبة الحسن، والله أعلم.
3846 - حديث ابن مسعود: ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بغلته قدما فحادت به بغلته فمال عن السرج فقلت: ارتفع رفعك الله، فقال "ناولني كفاً من تراب" فضرب به

الصفحة 5506