كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 8)

قال الحافظ: أخرجه إسحاق في "تفسيره" مطولاً، وأخرجه الطبراني من حديث ابن عباس موصولا" (¬1)
مرسل
أخرجه الواحدي في "أسباب النزول" (ص 66) من طريق إسحاق بن راهويه أنا المؤمل بن إسماعيل ثنا حماد بن زيد ثنا أيوب عن عكرمة قال: كان بين هذين الحيين من الأوس والخزرج قتال في الجاهلية، فلما جاء الإسلام اصطلحوا وألف الله بين قلوبهم، وجلس يهودي في مجلس فيه نفر من الأوس والخزرج، فأنشد شعرا قاله أحد الحيين في حربهم، فكأنهم دخلهم من ذلك، فقال الحي الآخرون: وقد قال شاعرنا في يوم كذا كذا وكذا، فقال الآخرون: وقد قال شاعرنا في يوم كذا كذا وكذا، فقالوا: تعالوا نردّ الحرب جذعا كما كانت، فنادى هؤلاء، يا آل أوس، ونادى هؤلاء: يا آل خزرج، فاجتمعوا وأخذوا السلاح واصطفوا للقتال، فنزلت هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100)} [آل عمران: 100] فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى قام بين الصفين فقرأها ورفع صوته، فلما سمعوا صوته أنصتوا وجعلوا يستمعون، فلما فرغ ألقوا السلاح وعانق بعضهم بعضا وجعلوا يبكون.
المؤمل بن إسماعيل صدوق كثير الخطأ، والباقون ثقات.
وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبري في "تفسيره" (4/ 27) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (1069) والطبراني في "لكبير" (12666) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 67) من طرق عن قيس بن الربيع عن الأَغَر بن الصَّبَّاح عن خليفة بن حصين عن أبي نصر عن ابن عباس قال: كانت الأوس والخزرج في الجاهلية بينهم شرّ، فبينما هم يوما جلوس ذكروا ما بينهم حتى غضبوا، فقام بعضهم إلى بعض بالسلاح، فنزلت {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ} [آل عمران: 101] الآية كلها والآيتان بعدها إلى {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ} [آل عمران: 103].
وإسناده ضعيف لضعف قيس بن الربيع.
لكنه لم ينفرد به بل تابعه سفيان الثوري عن الأغر به.
أخرجه البخاري في "الكنى" (ص 76) عن إبراهيم بن نصر الترمذي ثنا الأشجعي عن سفيان به.
¬__________
(¬1) 15/ 294 (كتاب استتابة المرتدين- باب حكم المرتد والمرتدة)

الصفحة 5522