كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 8)

قال الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر": ورجّح (أي الحاكم) رواية ابن نمير، ويؤيده أنّ ابن إسحاق دلسه ما وقع في رواية أحمد عن يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن ابن إسحاق قال: ذكر الزهري، وهذه عادة ابن إسحاق فيما لم يسمعه من شيوخه يقول: ذكر فلان. قاله ابن خزيمة، وعبد السلام بن أبي الجنوب الذي حدثه به عن الزهري ضعيف.
وقال الخليلي في "الإرشاد" (1/ 291): فقد بان أنّ ابن إسحاق لم يسمع هذا من الزهري وإنما دلس فيه"
وعبد السلام بن أبي الجنوب قال ابن المديني وابن حبان: منكر الحديث، وقال أبو زرعة: ضعيف، وقال أبو حاتم: متروك الحديث.
لكنه لم ينفرد به بل تابعه:
1 - مالك بن أنس.
أخرجه ابن عبد البر في "الجامع" (197) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن يونس ثنا القدامي ثنا مالك به.
وقال: القدامي عبد الله بن محمد بن ربيعة خراساني ضعيف، وله عن مالك أشياء انفرد بها لم يتابع عليها"
2 - صالح بن كيسان المدني.
أخرجه الحاكم (1/ 86 - 87) والطبراني في "الكبير" (1544) والشجري في "أماليه" (1/ 64) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 372) من طريق نُعيم بن حماد المروزي ثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان به.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين (¬1) ولم يخرجاه، فأمّا البخاري فقد روى في الجامع الصحيح عن نعيم بن حماد وهو أحد أئمة الإسلام"
وتعقبه البوصيري فقال: قلت: إنما أخرج البخاري لنعيم مقرونا بغيره، وإنما روى مسلم له في مقدمة كتابه" المصباح 1/ 33
قلت: وهو مختلف فيه، وباقي رجال الإسناد كلهم ثقات.
¬__________
(¬1) قال الحافظ: كذا قال، ونعيم ماله في مسلم سوى شيء مقطوع في المقدمة. وأخرج عنه البخاري مويضعات متابعات وأثرا واحدا موقوفاً، وقد وصف بكثرة الخطأ على إمامته وجلالته، وهذا الإسناد مما شذّ فيه، فإنّ يعقوب بن إبراهيم بن سعد أثبت منه وأتقن وأعرف بحديث أبيه وقد قال فيه: عن أبيه عن ابن إسحاق، فهو المعتمد"

الصفحة 5536