كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 8)

3 - محمد بن يزيد (¬1).
أخرجه الدارمي (657)
وحديث سفيان أصح، وابن فضيل سمع من عطاء بن السائب بعد اختلاطه.
ولم ينفرد سالم بن أبي الجعد به بل تابعه محمد بن الوليد بن نويفع عن كريب عن ابن عباس قال: بعثت بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافدا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقدم عليه، وأناخ بعيره على باب المسجد ثم عقله، ثم دخل المسجد ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس في أصحابه، وكان ضمام رجلًا جلدا أشعر ذا غديرتين، فأقبل حتى وقف على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أصحابه، فقال: أيكم ابن عبد المطلب؟ قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "أنا ابن عبد المطلب" قال: أمحمد؟ قال "نعم" قال: يا ابن عبد المطلب إني سائلك ومغلظ عليك في المسألة، فلا تجدن في نفسك، قال "لا أجد في نفسي، فسل عما بدا لك" قال: أنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك، وإله من هو كائن بعدك، آلله بعثك إلينا رسولًا؟ قال "اللهم نعم" قال: فانشدك الله إلهك وإله من كان قبلك، وإله من هو كائن بعدكُ، آلله أمرك أن تأمرنا أن نعبده وحده لا نشرك به شيئًا، وأن نخلع هذه الأنداد التي كان آباؤنا يعبدونا معه؟ قال "اللهم نعم" قال: فأنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك، وإله من هو كائن بعدك، آلله أمرك أن نصلي هذه الصلوات الخمس؟ قال "اللهم نعم" قال: ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضة فريضة. الزكاة والصيام والحج وشرائع الإسلام كلها، ينشده عند كل فريضة منها كما ينشده في التي قبلها، حتى إذا فرغ قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنّ محمدا رسول الله، وسأؤدي هذه الفرائض، واجتنب ما نهيتني عنه، ثم لا أزيد ولا أنقص. ثم انصرف إلى بعيره راجعا.
قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "إن صدق ذو العقيصتين دخل الجنة"
أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام" (2/ 573 - 574) قال: ثني محمد بن الوليد بن نويفع عن كريب عن ابن عباس به.
وأخرجه أحمد (1/ 264 - 265 و 265) وابن عبد البر في "التمهيد" (16/ 168)
عن إبراهيم بن سعد الزهري
والحاكم (3/ 54 - 55) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 374 - 377) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 57 - 58)
¬__________
(¬1) أظنه: الحزامي الكوفي.

الصفحة 5560