كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 8)

في أمر هذه الجارية، قال: فأقبل على امرأته فقال لها: ما تقولين يا هذه، قال: فأقبلت على أبي بكر فقالت: لعلنا إن أنكحنا هذا الفتى إليك تصيبه وتدخله في دينك الذي أنت عليه، قالت: فأقبل عليه أبو بكر فقال: ماذا تقول أنت؟ فقال: إنها لتقول ما تسمع، قالت: فقام أبو بكر وليس في نفسه من الموعد شيء. قالت: فقال لها أبو بكر: قولي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فليأت. قالت: فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فملكها. قالت خولة: ثم انطلقت إلى سودة بنت زمعة وأبوها شيخ كبير قد جلس عن الموسم قالت: فحييته بتحية أهل الجاهلية وقلت: أنعم صباحا، قال: من أنت؟ قالت: قلت: خولة بنت حكيم، قالت: فرحب بي وقال ما شاء الله أن يقول، قالت: قلت: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يذكر سودة بنت زمعة، قال: كفؤ كريم ماذا تقول صاحبتك؟ قالت: قلت: تحب ذاك، قال: قولي له فليأت، قالت: فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فملكها. قالت: وقدم عبد بن زمعة فجعل يحثي على رأسه التراب، وقال بعد أن أسلم: لعمرك إني لسفيه يوم أحثي على رأسي التراب أن تزوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سودة بنت زمعة.
السياق للبيهقي.
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
قلت: هكذا رواه الأموي والأودي وابن أبي زائدة عن محمد بن عمرو عن يحيي بن عبد الرحمن عن عائشة موصولا.
وخالفهم محمد (¬1) بن بشر العبدي فرواه عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن مرسلًا.
أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (621) وأحمد (6/ 210 - 211)
والأول أصح لأنّ الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة.
والحديث إسناده حسن إن كان يحيي بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة سمع من عائشة فإني لم أر أحدا صرّح بسماعه منها.
وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث" المجمع 9/ 225
وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (2/ 184): إسناده حسن" (¬2)
¬__________
(¬1) وتابعه عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن محمد بن عمرو به.
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4774)
(¬2) تقدم الكلام على الحديث في حرف الهمزة فانظر "ارجعي فقولي له أنت أخي في الإسلام وابنتك تصلح لي"

الصفحة 5578