كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 8)

قال الحافظ: ووقع في آخر صحيح مسلم (2942) في حديث الجساسة عن فاطمة بنت قيس: فذكرته" (¬1)
3909 - حديث سلمان "نهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نتكلف للضيف"
قال الحافظ: أخرجه أحمد والحاكم، وفيه قصة سلمان مع ضيفه حيث طلب منه زيادة على ما قدم له، فرهن مطهرته بسبب ذلك، ثم قال الرجل لما فرغ: الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا. فقال له سلمان: لو قنعت ما كانت مطهرتي مرهونة" (¬2)
له عن سلمان طرق:
الأول: يرويه الأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة قال: دخلت أنا وصاحب لي على سلمان فقرب إلينا خبزا وملحا فقال: لولا أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهانا (¬3) عن التكلف لتكلفت لكم، فقال صاحبي: لو كان في ملحنا سعتر، فبعث بمطهرته إلى البقال فرهنها فجاء بسعتر فألقاه فيه، فلما أكلنا قال صاحبي: الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا، فقال سلمان: لو قنعت بما رزقت لم تكن مطهرتي مرهونة عند البقال.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الجوع" (266) والبزار (2514) والطبراني في "الكبير" (6084 و 6085) وابن عدي (3/ 1106) والحاكم (4/ 123) واللفظ له والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 162) والبيهقي في "الآداب" (91) وفي "الشعب" (9153) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2031) من طرق عن حسين بن محمد المروذي ثنا سليمان بن قَرْم عن الأعمش به.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال ابن عدي: هذا الحديث عن الأعمش حديث لا يتابع سليمان عليه"
قلت: هو مختلف فيه والأكثرون على تضعيفه، ولم ينفرد به بل تابعه الحسين بن علوان الكلبي عن الأعمش عن أبي وائل قال: فذكره.
أخرجه أبو الطاهر الذهلي في "حديثه" (162)
والحسين بن علوان متهم بوضع الحديث فلا عبرة بمتابعته.
¬__________
(¬1) 11/ 402 (كتاب الطلاق- قصة فاطمة بنت قيس)
(¬2) 13/ 151 (كتاب الأدب- باب صنع الطعام والتكلف للضيف)
(¬3) وفي لفظ "نهانا أن نتكلف للضيف ما ليس عندنا"

الصفحة 5584