كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 8)

الحجارة إلى البيت حين بنت قريش البيت، وأفردت قريش رجلين رجلين ينقلون الحجارة، والنساء ينقلن الشيد، وكنت أنا وابن أخي، وكنا ننقل على رقابنا وأزرنا تحت الحجارة، فإذا غشينا الناس اتزرنا، فبينا أنا أمشي ومحمد - صلى الله عليه وسلم -قدامي ليس عليه إزار، فخرّ فانبطح على وجهه، فجئت أسعى، وألقيت حجرى وهو ينظر إلى السماء، وقفت، فقلت: وما شأنك؟ قال: فقام فأخذ إزاره وقال "نهيت أن أمشي عريانا" قال: فكنت أكتمها الناس مخافة أن يقولوا مجنون.
وإسناده ضعيف، سماك صدوق فيما يرويه عن غير عكرمة، وأمّا روايته عن عكرمة فتكلم فيها العجلي وابن المديني ويعقوب بن شيبة (¬1).
ورواه النضر بن عبد الرحمن أبو عمر الخزاز عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان أبو طالب يعالج زمزم، فكان النبي-صلى الله عليه وسلم- ينقل الحجارة وهو غلام، فأخذ إزاره فاتقى به الحجارة، فقيل لأبي طالب: الحق ابنك قد غشي عليه، فلما أفاق النبي-صلى الله عليه وسلم- من غشيته سأله أبو طالب عن غشيته قال "أتاني آت عليه ثياب بياض فقال لي: استر، استر"
قال ابن عباس: فكان أول شيء رأى النبي-صلى الله عليه وسلم- من النبوة أن قيل له: استر، فما
رؤيت عورته من يومئذ.
أسقط النضر منه عن العباس وخالف في متنه.
أخرجه ابن سعد (1/ 157) والبزار (كشف 1167) وابن عدي (7/ 2487) وأبو نعيم في "الدلائل" (135) والحاكم (4/ 179)
وقال: صحيح الإسناد"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: النضر ضعفوه"
وقال الهيثمي: والنضر أبو عمر متروك" المجمع 3/ 287
وللحديث شاهد عن أبي الطفيل أخرجه أحمد (5/ 455) والحاكم (4/ 179) وقال: صحيح الإسناد.
وقد تقدم في حرف الكاف فانظر حديث "كانت الكعبة في الجاهلية مبنية بالرضم"
¬__________
(¬1) واختلف عنه: قال الطيالسي (ص 346): ثنا عمرو بن ثابت عن سماك عن ابن عباس. وطلحة عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا "نهيت عن التعري" وذاك قبل أن ينزل عليه النبوة.
وعمرو بن ثابت هو ابن أبي المقدام الكوفي قال ابن معين وغيره: ليس بثقة.
وطلحة هو ابن عمرو الحضرمي قال أحمد وغيره: متروك الحديث.

الصفحة 5593