كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 8)

وقال المزي في "التهذيب" وتبعه الحافظ ابن حجر: الصحيح أنّ زياد بن الجراح ليس بزياد بن أبي مريم"
وقال الحافظ أيضًا: والأظهر أنهما اثنان ويحرّر من كلام أهل حران أنّ راوي حديث "الندم توبة" هو زياد بن الجراح بخلاف ما جاء في رواية السفيانين"
وممن رجح أنّ راوي الحديث هو زياد بن الجراح: ابن معين وابن المديني.
وتبعهما يعقوب بن شيبة (¬1) فقال: والقول في هذا الحديث عندي ما قال عبيد الله بن عمرو الرقي وشريك في قولهما: زياد بن الجراح، مع ما بين ابن معين وابن المديني أنّ الصواب: زياد بن الجراح، وقال بعض أصحابنا فيه مثلنا: إنّ الصواب زياد بن الجراح، لأنّ عبيد الله بن عمرو الرقي حدّث عن عبد الكريم عن زياد بن أبي مريم أحد عشر حديثا ليس فيها حديث زياد بن الجراح هذا، وأفرد عبيد الله بن عمرو حديث زياد بن الجراح هذا بعد ذلك، وذاك أنّا كتبنا حديث عبد الكريم الجزري شيخا شيخا، وعبيد الله بن عمرو من الرواة عن عبد الكريم الجزري، وهو رجل عالم بعبد الكريم"
قلت: وهذا الاختلاف في تسمية شيخ عبد الكريم زياد أهو ابن الجراح أم ابن أبي مريم لا يضر لأنّهما ثقتان.
ولم ينفرد عبد الكريم الجزري به بل تابعه خُصيف بن عبد الرحمن الجزري عن زياد بن أبي مريم ثنا عبد الله بن معقل قال: كان أبي عند ابن مسعود فسمعته يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "الندم توبة"
أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1 /375)
عن محمد بن سلام البِيكَندي
والإسماعيلي في "معجمه" (ص 807 - 808)
عن عمرو بن الحباب
والخطيب في "الموضح" (1/ 254) وفي "تالي التلخيص" (33) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 32)
عن سعدان بن نصر المُخَرِّمي
ثلاثتهم عن مُعَمَّر بن سليمان الرقي عن خصيف به.
¬__________
(¬1) وابن عساكر (معجم الشيوخ 1/ 19)

الصفحة 5613