كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 1)

وهذا أصح فقد رواه أبو معشر يوسف بن يزيد البصري البَرَّاء عن عبد الرحمن بن حرملة فسماه محمدا.
أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1733)
وأبو معشر البراء مختلف فيه: وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه أبو داود، واختلف فيه قول ابن معين، واحتج به الشيخان فهو حسن الحديث.
قال الذهبي في "الميزان": صدوق ضعفه ابن معين بلا وجه وأثنى عليه غير واحد، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وقال النسائي: ليس بذاك.
قلت: ويحيى بن أيوب المصري وعبد الرحمن بن حرملة الأسلمي صدوقان كذلك، وإياس بن سلمة وثقه ابن معين وغيره، وابنه ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكروا عنه راويا إلا عبد الرحمن بن حرملة فهو مجهول.
وأما حديث جابر فأخرجه أحمد (3/ 361 - 362) عن يحيى بن غيلان ثنا المفضل بن فضالة ثني يحيى بن أيوب عن عبد الرحمن بن حرملة عن محمد بن عبد الله بن الحصين عن عمر (¬1) بن عبد الرحمن بن جرهد قال: سمعت رجلا يقول لجابر بن عبد الله: من بقي معك من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال؟ بقي أنس بن مالك وسلمة بن الأكوع، فقال رجل: أما سلمة فقد ارتدّ عن هجرته، فقال جابر: لا تقل ذلك فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لأسلم "ابدوا يا أسلم" قالوا: يا رسول الله، وإنا نخاف أنْ نرتدّ بعد هجرتنا، فقال "انكم تهاجرون حيث كنتم".
هكذا قال المفضل بن فضالة: حدثني يحيى بن أيوب عن ابن حرملة عن محمد بن عبد الله بن الحصين عن عمر بن عبد الرحمن بن جرهد.
فسماه عمر بن عبد الرحمن.
وخالفه سعيد بن أبي مريم فرواه عن يحيى بن أيوب عن عبد الرحمن بن حرملة عن محمد بن عبد الله بن الحصين عن عمر بن عبد الله بن جرهد.
فسماه عمر بن عبد الله.
أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 166) و"الأوسط" (1/ 185) والطحاوي في "المشكل" (1731)
¬__________
(¬1) قال الحافظ في "التعجيل" (2/ 40): هو في المسند عن عمرو بن عبد الرحمن.

الصفحة 57