كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 8)
فاستأذنته فأذن لي، فقلت: يا رسول الله، إنّ بالباب امرأة (¬1) من بني تميم، وقد سألتني أن أحملها إليك، قال "يا بلال ائذن لها" فدخلت، فلما جلست قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "هل بينكم وبين تميم شيئًا؟ " قلت: نعم، وكانت لنا الدائرة (¬2) عليهم، فإن رأيت أن تجعل الدهناء بيننا وبينهم حاجزا فعلت، قال: تقول المرأة (¬3): فإلي أين يضطر مضرك يا رسول الله؟ قال: قلت: إنّ مَثَلي مثل ما قال الأول: مِعزى حملت حتفها، وحملتك تكونين عليّ خصما، أعوذ بالله أن أكون كوافد عاد، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "وما وافد عاد؟ " قلت: على الخبير سقطت، إنّ عادا قحطت، فبعثت (¬4) من يستسقي لها، فبعثوا رجالا، فمروا على بكر بن معاوية بمكة، فسقاهم الخمر، وتغنتهم الجرادتان شهرا، ثم (¬5) فصلوا من عنده، حتى أتوا جبال مهرة فدعوا، فجاءت سحابات، وكلما جاءت سحابة قال: اذهبي إلى كذا، حتى جاءت سحابة، فنودي: خذها رمادا رِمْدَدَا، لا تدع من عاد أحدا، فسمعه وكتمهم حتى جاءهم العذاب. فأقبل الذين أتاهم فأتى جبال مهرة، فصعد فقال: اللهم إني لم أجئك لأسير فأفاديه، ولا لمريض فأشفيه، فاسق عادا ما كنت مسقيه (¬6)، فرفعت له سحابات، فنودي منها: اختر، فجعل يقول: اذهبي (¬7) إلى بني فلان، اذهبي إلى بني فلان، فمرّت آخرها سحابة سوداء فقال: اذهبي إلى عاد، فنودي منها: خذها رمادا رمددا، لا تدع من عاد أحدا، قال: وكتمهم والقوم عند بكر بن معاوية يشربون، قال: وكره بكر بن معاوية أن يقول لهم من أجل أنّهم عنده، وأنّهم في طعامه، قال: فأخذ في الغناء وذكرهم.
أخرجه أحمد (3/ 481) وفي "العلل" (2/ 75) عن أبي بكر بن عياش مختصرا إلى قوله: عمرو بن العاص قدم من غزاة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3328 و 3329) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به.
وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2093أ) عن أحمد بن جعفر القَطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل به.
¬__________
(¬1) في حديث يحيى "عجوزا"
(¬2) في حديث يحيى "الدَبْرَة"
(¬3) في حديث يحيى "العجوز"
(¬4) في حديث يحيى "فبعثوارجلا منهم يقال له نعيم يستسقي لهم"
(¬5) في حديث يحيى "فأقام عنده، ثم ذكر، فقال: إنّ قومي بعثوا بي أستسقي لهم، فقال له بكر: استسق لنا معك"
(¬6) زاد في حديث يحيى بن آدم "واسق بكر بن معاوية"
(¬7) في حديث يحيى بن آدم "اذهبي أنت إلى فلان، واذهبي أنت إلى بكر بن معاوية"