كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 9)

وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2082) والطبراني (5147 و 13/ 150 - 152) وأبو الشيخ (ص 81 - 82) وأبو نعيم في "الصحابة" (3000) والمزي (7/ 344 - 347)
عن عبد الوهاب بن نجدة الحَوْطي
قالا: ثنا الوليد بن مسلم ثنا محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده عن عبد الله بن سلام قال: إن الله لما أراد هُدَى زيد بن سعنة، قال زيد: ما من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في محمد - صلى الله عليه وسلم - حين نظرت إليه إلا اثنتان لم أخبرهما منه: يسبق حلمه جهله، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما، فكنت أتلطف له لأن أخالطه فأعرف حلمه من جهله، فخرج يوما من الحجرات ومعه علي بن أبي طالب، فأتاه رجل على راحلته كالبدوي فقال: يا رسول الله، إنّ بقربي قرية بني فلان أسلموا ودخلوا في الإسلام، وكنت حدثتهم إن أسلموا أتاهم الرزق رَغَدا، وقد أصابتهم سنة وشدة وقحط من الغيث، وأنا أخشى يا رسول الله أن يخرجوا من الإسلام طمعا كما دخلوا فيه طمعا، فإن رأيت أن ترسل بشيء تعينهم به. فقال زيد بن سعنة: فدنوت إليه فقلت: يا محمد هل لك أن تبيعني تمرا معلوما إلى أجل معلوم ومن حائط بني فلان، قال "لا يا يهودي، ولكني أبيعك تمرا معلوما إلى كذا وكذا من الأجل، ولا أسمي من حائط بني فلان" فقلت: نعم. فذكر الحديث وفيه طول وقال في آخره: فقال زيد: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمدا رسول الله. فآمن به وصدقه وبايعه، وشهد معه مشاهد كثيرة، ثم توفي في غزوة تبوك مقبلا غير مدبر.
قال الوليد بن مسلم: حدثني بهذا كله محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده عن عبد الله بن سلام.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، وهو من غرر الحديث، ومحمد بن أبي السري العسقلاني ثقة"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: ما أنكره وأركَّه لا سيما قوله "مقبلا غير مدبر" فإنّه لم يكن في غزوة تبوك قتال"
وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 8/ 240
وقال الحافظ: رجال الإسناد موثقون، وقد صرّح الوليد فيه بالتحديث، ومداره على محمد بن أبي السري الراوي له عن الوليد وثقه ابن معين ولينه أبو حاتم، وقال ابن عدي: كثير الغلط" (¬1) الإصابة 4/ 55
¬__________
(¬1) قلت: لم ينفرد به كما تقدم، واختلف فيه على الوليد بن مسلم أيضًا.

الصفحة 6015