كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 1)

اليهودي، فقلت: لو بعثت إليه فاشتريت منه ثوبين (¬1) إلى الميسرة، فأرسل إليه فقال: قد علمت ما يريد (¬2) إنما يريد أنّ يذهب بمالي (¬3)، أو بدراهمي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كذب، قد علم أني من اتقاهم لله، وأدّاهم للأمانة"، اللفظ للترمذي.
وفي لفظ للحاكم "قلت: يا رسول الله ثوباك غليظان فلو نزعتهما وبعثت إلى فلان التاجر فأرسل إليك ثوبين إلى الميسرة، فأرسل إليه "ابعث إليّ ثوبين إلى الميسرة" فأبى.
قال الترمذي: حديث حسن غريب صحيح"
وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري"
قلت: وهو كما قالا، وعمارة بن أبي حفصة وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة وابن سعد والنسائي وغيرهم.
وعكرمة مولى ابن عباس احتج البخاري بروايته عن عائشة وقال في "التاريخ الكبير" (4/ 1/ 49): سمع عائشة.
وقال ابن أبي حاتم: سمع عائشة، قيل لأبي: سمع من عائشة؟ فقال: نعم (الجرح والتعديل).
وخالف أبو حاتم نفسه فحكى ابنه في "المراسيل" (ص 158) عنه أنّه قال: لم يسمع من عائشة.
وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث عمارة وعكرمة لم يروه عنه فيما أعلم إلا يزيد بن زريع"
كذا قال، وقد تابعه شعبة كما تقدم.
وأما طَعْنُ ابن المنذر الذي أشار إليه الحافظ فحكاه عنه في "التلخيص" (3/ 32)
قال الحافظ: أعلّ ابن المنذر فيما نقله ابن الصباغ في "الشامل" حديث عائشة بحرمي بن عمارة وقال: إنّه رواه عن شعبة وقد قال فيه أحمد بن حنبل: إنّه صدوق إلا أنّ فيه غفلة، قال ابن المنذر: وهذا لم يتابع عليه فأخاف أن يكون من غفلاته انتهى.
وتعقبه الحافظ فقال: وهذا في الحقيقة من غفلات المُعَلِّل، ولم ينفرد به حرمي بل
¬__________
(¬1) زاد الحاكم "بنسية"
(¬2) زاد النسائي وغيره "محمد"
(¬3) ولفظ عبد الله بن أحمد "بثوبي أو يمطلني بثمنيهما"

الصفحة 63