كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 9)

وفي رواية للطبري "على سبعة أحرف من سبعة أبواب من الجنة" وفي أخرى له "من قرأ حرفا منها فهو كما قرأ".
وفي رواية أبي داود "ثم قال: ليس منها إلا شاف كاف إن قلت: سميعا عليما عزيزا حكيما ما لم نختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب".
وللترمذي من وجه آخر "أنّه -صلى الله عليه وسلم- قال: يا جبريل، إني بعثت إلى أمّة أميين، منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط" الحديث.
وقال: وفي حديث أبي بكرة عند أحمد "كلها كاف شات، كقولك: هلم وتعال ما لم تختم".
وقال: تقدم في حديث أبي بن كعب أنّ جبريل لقي النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو عند أضاة بني غفار فقال: إنّ الله يأمرك أن تقرىء أمتك القرآن على حرف، فقال "أسأل الله معافاته ومغفرته فإن أمتي لا تطيق ذلك".
الحديث أخرجه مسلم" (¬1).
حديث أبي بن كعب له عنه طرق:
الأول: يرويه ابن عباس عن أبي بن كعب قال: أقرأني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سورة، فبينا أنا في المسجد جالس إذ سمعت رجلًا يقرؤها يخالف قراءتي، فقلت له: من علّمك هذه السورة؟ فقال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: لا تفارقني حتى نأتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأتيته فقلت: يا رسول الله، إن هذا خالف قراءتي في السورة التي علمتني، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "اقرأ يا أبي" فقرأتها، فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "أحسنت" ثم قال للرجل "اقرأ" فقرأ فخالف قراءتي، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "أحسنت" ثم قال "يا أُبيّ، إنّه أنزل القرآن على سبعة أحرف، كلهنّ شاف كاف".
أخرجه النسائي (2/ 118) وفي "الكبرى" (1012) عن عمرو بن منصور النسائي ثنا أبو جعفر بن نفيل قال: قرأت على معقل بن عبيد الله عن عكرمة بن خالد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به (¬2).
وقال: معقل بن عبيد الله ليس بذاك القوي"
¬__________
(¬1) 10/ 398 و399 و403 (كتاب فضائل القرآن - باب أنزل القرآن على سبعة أحرف).
(¬2) وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (8/ 286 - 287) من طريق جعفر بن محمد الفريابي أنا أبو جعفر النفيلي به.

الصفحة 6568