كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 9)
قلت: كثير بن زيد هو الأسلمي مختلف فيه، والمطلب بن عبد الله هو ابن حَنْطب المخزومي ثقة كما قال الدارقطني وغيره إلا أنّه اختلف في روايته عن عائشة، فقال أبو حاتم: روايته عن عائشة مرسلة ولم يدركها، وسئل أبو زرعة: سمع المطلب من عائشة؟ فقال: نرجو أن يكون سمع منها.
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه العقيلي (2/ 215) وابن عدي (4/ 1406) من طريق محمد بن عبد الملك الواسطي ثنا صلة بن سليمان ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا "اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإنها تسدّ من الجائع مسدّها من الشبعان".
قال ابن عدي: هذا الحديث لصلة لا يحدث به غيره ولا أعلم يرويه عن محمد بن عمرو غيره".
وقال العقيلي: لا يتابع على هذا الحديث ولا على كثير من حديثه".
قلت: صلة بن سليمان كذبه ابن معين وأبو داود، وقال النسائي وأبو حاتم: متروك الحديث.
وأما حديث أبي بكر فأخرجه البزار (1/ 160 و195) وأبو يعلى (85) ثنا محمد بن إسماعيل بن علي الوساوسي ثنا زيد بن الحباب العُكْلي عن عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل عن شرحبيل بن سعد عن جابر بن عبد الله عن أبي بكر مرفوعًا "اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإها تقيم العوج، وتدفع ميتة السوء، وتقع من الجائع موقعها من الشبعان".
وأخرجه الخطابي في "الغريب" (1/ 345) من طريق سهل بن أحمد بن عثمان الواسطي ثنا الوساوسي به.
قال البزار: وهذا الحديث إنما حدّث به رجل كان بالبصرة عن زيد بن الحباب وكان متهما فيه يقال: إنه ليس له أصل من هذا الوجه فأمسكنا عن ذكره".
وقال أيضًا: وهذا الحديث لا نعلم حدّث به أحد عن زيد بن الحباب إلا محمد بن إسماعيل هذا، ولم يتابعه عليه أحد، ولا يروى عن أبي بكر إلا من هذا الوجه، ولا يحفظ هذا الكلام بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه وحده فلذلك كتباه وبينا العلة فيه".
وقال الدارقطني في "العلل" (1/ 222): لم يتابع عليه الوساوسي وهو ضعيف".
وقال الهيثمي: وفيه محمد بن إسماعيل الوساوسي وهو ضعيف جدًا" المجمع 3/ 105.
قلت: لم ينفرد به بل تابعه غير واحد من الكذابين عن زيد بن الحباب به، منهم:
1 - محمد بن يزيد المستملي. أخرجه ابن عدي (6/ 2285).