كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 1)
وتعين الجمع بذلك. وكذا قال عثمان الدارمي: صح حديث "أفطر الحاجم والمحجوم" من طريق ثوبان وشداد، قال: وسمعت أحمد يذكر ذلك. وقال المروذي: قلت لأحمد: إنّ يحيى بن معين قال: ليس فيه شيء يثبت، فقال: هذا مجازفة.
وقال ابن خزيمة: صح الحديثان جميعا. وكذا قال ابن حبان والحاكم، وأطنب النسائي في تخريج طرق هذا المتن وبيان الاختلاف فيه فأجاد وأفاد.
وقال أحمد: أصح شيء في باب "أفطر الحاجم والمحجوم" حديث رافع بن خديج. قلت: يريد ما أخرجه هو والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم من طريق مَعْمَر عن يحيى بن أبي كثير عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ عن السائب بن يزيد عن رافع، لكن عارض أحمد يحيى بن معين في هذا فقال: حديث رافع أضعفها.
وقال البخاري: هو غير محفوظ. وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: هو عندي باطل، وقال: سألت إسحاق بن منصور عنه فأبى أنْ يحدثني به عن عبد الرزاق، وقال: هو غلط، قلت: ما علته؟ قال: روى هشام الدَّسْتُوائي عن يحيى بن أبي كثير بهذا الإسناد حديث "مهر البغي خبيث" وروى عن يحيى عن أبي قلابة أنّ أبا أسماء حدّثه أنّ ثوبان أخبره به، فهذا هو المحفوظ عن يحيى، فكأنه دخل لمعمر حَديث في حديث.
وقال الشافعي في "اختلاف الحديث" بعد أنْ أخرج حديث شداد ولفظه: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في زمان الفتح فرأى رجلا يحتجم لثمان عشرة خلت من رمضان، فقال وهو آخذ بيدي "أفطر الحاجم والمحجوم ... " (¬1)
صحيح
وحديث ثوبان له عنه طرق:
الأول: يرويه أبو أسماء عمرو بن مرثد الرَّحَبِي عن ثوبان، وعن أبي أسماء غير واحد، منهم:
1 - أبو قِلابة عبد الله بن زيد الجرمي
أخرجه أحمد (5/ 280) والروياني (633) وابن خزيمة (1962 و 1963 و 1983) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 98 و 99) وابن حبان (3532) والحاكم (1/ 427) والبيهقي (4/ 265)
عن الأوزاعي
¬__________
(¬1) 5/ 79 (كتاب الصوم - باب الحجامة والقيء للصائم)