كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 1)
له عن ابن عباس طريقان:
الأول: يرويه عبد الله بن الوليد بن عبد الله بن مَعْقِل بن مُقَرِّن المزني الكوفي العجلي عن بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أقبلت يهود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا أبا القاسم، نسألك عن أشياء، فإنْ أجبتنا فيها اتبعناك وصدّقناك وآمنا بك، قال: فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه، إذ قالوا {اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ} [يُوسُف: 66] قالوا: أخبرنا عن علامة النبي؟ قال "تنام عينه ولا ينام قلبه" قالوا: وأخبرنا كيف تُوْنِث المرأة، وكيف يُذْكِر الرجل؟ قال "يلتقي الماءان، فإذا علا ماءُ المرأة ماءَ الرجل أنَثَت، وإذا علا ماءُ الرجل ماءَ المرأة أَذْكرَت" قالوا: صدقت، فأخبرنا عن الرعد ما هو؟ قال "ملك من الملائكة موكّل بالسحاب، معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله" قالوا: فما هذا الصوت الذي يُسمع؟ قال "زجره بالسحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أُمِر" قالوا: صدقت، أخبرنا ما حرّم إسرائيل على نفسه؟ قال "كان يسكن البدو، فاشتكى عرق النَّسَا، فلم يجد شيئا يلاومه إلا لحوم الإبل وألبانها، فلذلك حرّمها" قالوا: صدقت، أخبرنا من الذي يأتيك من الملائكة، فإنّه ليس من نبي إلا يأتيه ملك من الملائكة من عند ربه بالرسالة وبالوحي، فمن صاحبك، فإنّه إنما بقيت هذه حتى نتابعك؟ قال "هو جبريل" قالوا: ذاك الذي ينزل بالحرب وبالقتل، ذاك عدونا من الملائكة، لو قلت: ميكائيل الذي ينزل بالقطر والرحمة تابعناك، فأنزل الله {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ} [البَقَرَة: 97] إلى آخر الآية {فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} [البَقَرَة: 98].
أخرجه أحمد (1/ 274) وابن أبي حاتم في "التفسير" (1/ 67 - 68 و 288 - 289 و 2/ 396) وأبو الشيخ في "العظمة" (765) وابن منده في "التوحيد" (48)
عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري
والبخاري في "الكبير" (1/ 2 / 114) والترمذي (3117) وابن أبي الدنيا في "المطر والرعد" (108) والنسائي في "الكبرى" (9072) والطبراني في "الدعاء" (986) وفي "الكبير" (12429) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 304 - 305) وابن منده (48) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 15)
عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين
قالا: ثنا عبد الله بن الوليد به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب"
وقال أبو نعيم: غريب من حديث سعيد، تفرد به بكير"