كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 1)
لتبايعني" فأعطوه ما شاء من عهد وميثاق، قال "أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أنّ إسرائيل يعقوب مرض مرضا شديدا وطال سقمه فنذر لله عز وجل نذرا لئن شفاه من سقمه ليحرمنّ أحبّ الشراب إليه وأحب الطعام إليه، وكان أحب الشراب إليه ألبان الإبل، وكان أحب الطعام إليه لحمان الإبل؟ " قالوا: اللهم نعم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اللهم اشهد عليهم" قال "فأنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أنّ ماء الرجل غليظ أبيض وأن ماء المرأة رقيق أصفر فأيهما علا كان له الولد والشبه بإذن الله، فإنْ علا ماءُ الرجل ماءَ المرأة كان ذكرا بإذن الله، وإنْ علا ماءُ المرأة ماءَ الرجل كانت أنثى بإذن الله؟ " قالوا: اللهم نعم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اللهم اشهد" قال "فأنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أنّ هذا النبي تنام عيناه ولا ينام قلبه؟ " قالوا: اللهم نعم، قال "اللهم اشهد عليهم" قالوا: أنت الآن حدثنا من وليك من الملائكة فعندها نجامعك أو نفارقك، قال "وليي جبريل، ولم يبعث الله عز وجل نبيا قط إلا وهو وليه" قالوا: فعندها نفارقك لو كان وليك غيره من الملائكة لبايعناك وصدّقناك، قال "فما يمنعكم أنْ تصدقوه؟ " قالوا: إنّه عدونا من الملائكة، فأنزل الله عز وجل {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ} [البَقَرَة: 97] إلى آخر الآية ونزلت {فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ} [البَقَرَة: 90].
أخرجه الطيالسي (ص 356 - 357) عن عبد الحميد بن بهرام به.
ومن طريقه أخرجه ابن أبي حاتم (2/ 396) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 266 - 267)
وأخرجه ابن سعد (1/ 174 - 176) وأحمد (1/ 273 و 278) وعبد بن حميد في "تفسيره" (تفسير ابن كثير 1/ 129) والطبري (1/ 431 - 432 و 4/ 5) والطبراني في "الكبير" (13012) من طرق عن عبد الحميد بن بهرام به.
قال البوصيري: إسناده حسن" مختصر الإتحاف 9/ 66
قلت: وهو كما قال، وعبد الحميد وشهر صدوقان.
- ورواه عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي عن شهر بن حوشب مرسلا.
أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام" (1/ 543 - 544) قال: حدثني عبد الله بن عبد الرحمن به.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" (1/ 432 - 433) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش ثني ابن إسحاق به.