كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 1)
وقال ابن عبد البر: حديث مختلف فيه مضطرب الإسناد لا يثبت" الاستيعاب 10/ 337
وتعقبه الحافظ فقال: وزعم ابن عبد البر بأنّه حديث مضطرب، وليس كما قال بل الرواية التي فيها عن أبيه أرجح وهي الموصولة، ورواته ثقات فلا يضره مخالفة من أرسله، وشرط الاضطراب أنْ تتساوى الوجوه في الاختلاف وأما إذا تفاوتت فالحكم للراجح بلا خلاف، وقد أخرجه ابن أبي شيبة من طريق أبي مالك الأشجعي عن عبد الرحمن بن نوفل الأشجعي عن أبيه: فذكره" الإصابة 10/ 196
قلت: ما قاله الترمذي والحافظ هو الصواب لسببين:
الأول: أنّه رواية الأكثر.
الثاني: أنّ إسرائيل وهو ابن يونس بن أبي إسحاق من أثبت الناس في أبي إسحاق.
قال أبو حاتم: ثقة متقن من أتقن أصحاب أبي إسحاق" الجرح 1/ 1/ 331
وقال عيسى بن يونس بن أبي إسحاق: كان أصحابنا سفيان وشريك - وعدّ قوما - إذا اختلفوا في حديث أبي إسحاق يجيئون إلى أبي فيقول: اذهبوا إلى ابني إسرائيل فهو أروى عنه مني واتقن لها مني وهو كان قائد جده" تاريخ بغداد 7/ 22
وقال حجاج الأعور: قلنا لشعبة: حدثنا حديث أبي إسحاق. قال: سلوا عنها إسرائيل فإنه أثبت فيها مني" الكامل 1/ 413
وقال عبد الرحمن بن مهدي (¬1): إسرائيل في أبي إسحاق أثبت من شعبة والثوري" الكامل 1/ 413
وقال الذهبي: شعبة أثبت منه إلا في أبي إسحاق" الميزان 1/ 209
قلت: وأبو إسحاق تقدم أنّه كان يدلس ولم يذكر سماعا من فروة بن نوفل، وفروة اختلف في صحبته والصواب أنّه تابعي ولا تثبت له الصحبة كما قال أبو حاتم وابن حبان وغيرهما، وإنما الصحبة لأبيه، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" واحتج به مسلم.
ولم ينفرد برواية هذا الحديث عن أبيه بل تابعه أخوه عبد الرحمن بن نوفل الأشجعي عن أبيه به.
أخرجه سعيد بن منصور (128) وابن أبي شيبة (¬2) (9/ 74 و 10/ 249 - 250) قالا: ثنا مروان بن معاوية عن أبي مالك الأشجعي عن عبد الرحمن بن نوفل به.
¬__________
(¬1) انظر "سير الأعلام" (7/ 359)
(¬2) وعنه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1304)