كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 1)
سكت عليه الحافظ (¬1).
ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن عمرو
فأما حديث أبي هريرة فأخرجه البيهقي في "الدلائل" (5/ 57 - 58) عن أبي بكر محمد بن الحسن بن علي أنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب أنا محمد بن أيوب أنا القاسم بن سلام بن مسكين ثنا أبي عن ثابت البُنَاني عن عبد الله بن رباح عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين سار إلى مكة يستفتحها وفتح الله عليه، قال: فما قتل يومئذ إلا أربعة، قال: ثم دخل صناديد قريش من المشركين الكعبة وهم يظنون أنّ السيف لا يرفع عنهم، ثم طاف بالبيت وصلى ركعتين، ثم أتى الكعبة فأخذ بعضادتي الباب فقال "ما تقولون وما تظنون؟ " قالوا: نقول: ابن أخ وابن عم حليم رحيم، قال "ما تقولون وما تظنون؟ " قالوا: نقول: ابن أخ وابن عم حليم رحيم ثلاثاً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أقول كما قال يوسف: {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يُوسُف: 92] " قال: فخرجوا كأنما نشروا من القبور فدخلوا في الإسلام.
شيخ البيهقي أظنه المقري الطبري النيسابوري المترجم في "المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور" (ص 52) وعبد الله بن محمد بن عبد الوهاب لم أر من ترجمه، ومحمد بن أيوب هو ابن الضريس الرازي ثقة، والقاسم بن سلام بن مسكين قال أبو زرعة وأبو حاتم: صدوق، ومن فوقه كلهم ثقات.
وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور" (4/ 578)
ولفظه: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما فتح مكة صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال "يا أهل مكة، ماذا تظنون، ماذا تقولون؟ " قالوا: نظنّ خيرا ونقول خيرا: ابن عم كريم قد قدرت، قال "فإني أقول كما قال أخي يوسف {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يُوسُف: 92] "
وأما حديث ابن عمرو فأخرجه أبو الشيخ كما في "الدر" (4/ 578) من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: لما استفتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة التفت إلى الناس، فقال "ماذا تقولون، وماذا تظنون؟ " قالوا: ابن عم كريم، فقال {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ} [يُوسُف: 92] "
521 - حديث عائشة مرفوعاً "أقيلوا ذوي الهيئات زلاتهم إلا في الحدود"
¬__________
(¬1) 8/ 210 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب المعراج)