كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 1)

قال ابن كثير: وهذا السياق فيه غرابة ولا يشبه ما قدمنا من الروايات الصحيحة المتواترة عن أنس، فإنْ كان هذا هكذا محفوظا فهو قصة أخرى غير ما تقدم" البداية والنهاية 6/ 91
قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف مسلم بن كيسان الملائي، قال أبو حاتم وغيره: ضعيف الحديث، وقال النسائي وغيره: متروك.
572 - "اللهم اسقنا غيثا مُغيثا مَريعا مَريئا طَبَقاَ عاجلا غير رَائب نافعا غير ضار"
قال الحافظ: ثم وجدت في "الدلائل" للبيهقي من طريق شَبَابة عن شعبة عن عمرو بن مرّة عن سالم بن أبي الجعد عن شُرَحبيل بن السِّمْط عن كعب بن مرّة أو مرّة بن كعب قال: دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على مُضَر فأتاه أبو سفيان فقال: ادع الله لقومك فإنهم قد هلكوا. ورواه أحمد وابن ماجه من رواية الأعمش عن عمرو بن مرّة بهذا الإسناد عن كعب بن مرّة ولم يشك فأبهم أبا سفيان قال: جاء رجل فقال: استسق الله لمضر، فقال "إنك لجريء ألمضر؟ " قال: يا رسول الله استنصرت الله فنصرك ودعوت الله فأجابك، فرفع يديه فقال: فذكره. قال: فأجيبوا فما لبثوا أنْ أتوه فشكوا إليه كثرة المطر فقالوا: قد تهدمت البيوت، فرفع يديه وقال "اللهم حوالينا ولا علينا" فجعل السحاب ينقطع يمينا وشمالا" فظهر بذلك أنّ هذا الرجل المبهم المقول له إنك لجريء هو أبو سفيان لكن يظهر لي أنّ فاعل قال: يا رسول الله استنصرت الله الخ هو كعب بن مرّة راوي هذا الخبر لما أخرجه أحمد أيضاً والحاكم من طريق شعبة أيضاً عن عمرو بن مرّة بهذا الإسناد إلى كعب قال: دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على مضر فأتيته فقلت: يا رسول الله، إنّ الله قد نصرك وأعطاك واستجاب لك وإنّ قومك قد هلكوا" الحديث. فعلى هذا كأن أبا سفيان وكعبا حضرا جميعاً فكلمه أبو سفيان بشيء وكعب بشيء فدل ذلك على اتحاد قصتهما" (¬1)
وذكره في موضع آخر وقال: وروى الإمام أحمد من حديث كعب بن مرّة ما يمكن أنْ يفسر هذا المبهم بأنه كعب المذكور ... ولكن رواه ابن ماجه من طريق شرحبيل بن السمط أنّه قال لكعب بن مرّة: يا كعب حدثنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واحذر، قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، استسق الله - عز وجل -، فرفع يديه فقال: "اللهم اسقنا" (¬2)
أخرجه أحمد (4/ 235) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1408)
عن محمد بن جعفر البصري
¬__________
(¬1) 3/ 165 (كتاب الصلاة - أبواب الاستسقاء - باب إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط)
(¬2) 3/ 155 (كتاب الصلاة - أبواب الاستسقاء - باب الاستسقاء في المسجد الجامع)

الصفحة 849