كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 2)
واختلف في سماع أبي ميسرة من عمر، فقال البخاري: سمع منه.
وقال أبو زرعة: أبو ميسرة عن عمر مرسل.
ومما يقوي ما ذكره أبو زرعة أنّ أبا ميسرة لم يذكر سماعا من عمر في جميع الروايات التي ذكرتها.
وفي الحديث علة أخرى وهي عنعنة أبي إسحاق (¬1) السبيعي فإنّه كان مدلساً.
599 - عن عليّ قال: بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن فقلت: يا رسول الله، تبعثني إلى قوم أسنّ مني وأنا حديث السن لا أبصر القضاء، قال: فوضع يده على صدري وقال: "اللهم ثبت لسانه واهد قلبه" وقال "يا علي إذا جلس إليك الخصمان فلا تقض بينهما حتى تسمع من الآخر"
قال الحافظ: أخرج أحمد وأبو داود والترمذي من طريق أخرى عن علي قال: فذكره" (¬2)
وذكره في موضع آخر وقال: وهو حديث حسن" (¬3)
صحيح
وله عن علي طرق:
الأول: يرويه سِمَاك بن حرب عن حنش بن المعتمر عن علي قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن قاضيا فقلت: يا رسول الله، ترسلني وأنا حديث السن ولا علم لي بالقضاء؟ فقال "إنّ الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك فإذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضين حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول فإنّه أحرى أنْ يتبين لك القضاء" قال: فما زلت قاضيا أو ما شككت في قضاء بعد.
أخرجه الطيالسي (ص 19) وابن سعد (2/ 337) وأحمد (1/ 96 و 111) وفي "فضائل
¬__________
(¬1) واختلف عنه، فرواه حميد بن حماد بن خوار عن حمزة الزيات عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن عمر.
أخرجه الدارقطني في "العلل" (2/ 185)
وقال: والصواب قول من قال: عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة عن عمر"
قلت: وهو كما قال، وحميد بن حماد قال أبو داود: ضعيف.
(¬2) 9/ 127 (كتاب المغازي - باب بعث علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد إلى اليمن)
(¬3) 16/ 295 (كتاب الأحكام - باب القضاء على الغائب)