كتاب أصول الإيمان لمحمد بن عبد الوهاب - ضمن مجموع مؤلفاته

فاضطجع في ظلها، قد أيس من راحلته. فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها فقال من شدة الفرح، اللهم أنت عبدي وأنا ربك. أخطأ من شدة الفرح" 1 أخرجاه.
وعن أبي موسى رضي الله عنه. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها" 2 رواه مسلم.
ولهما عن عمر رضي الله عنه قال: "قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي هوازن فإذا امرأة من السبي تسعى، إذ وجدت صبيا في السبي، فأخذته فألزقته ببطنها فأرضعته. فقال النبي صلى الله عليه: وسلم أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟ قلنا: لا والله. فقال: الله أرحم بعباده من هذه بولدها".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما خلق الله الخلق كتب في كتاب، فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي غلبت غضبي" 3 رواه البخاري.
ولهما عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "جعل الله الرحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا، وأنزل في الأرض جزءا واحدا. فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق، حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه"4. ولمسلم معناه من حديث سلمان، وفيه: "كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض، فإذا كان يوم القيامة كملها بهذه الرحمة" 5.
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الكافر إذا عمل حسنة أطعم بها طعمة في الدنيا، وأما المؤمن فإن الله يدخر له حسناته في الآخرة، ويعقبه رزقا في الدنيا على طاعته" 6 رواه مسلم.
__________
1 البخاري: الدعوات (6309) , ومسلم: التوبة (2747) , وأحمد (3/213) .
2 صحيح مسلم: كتاب التوبة (2759) , ومسند أحمد (4/395) .
3 مسند أحمد (2/358) .
4 صحيح مسلم: كتاب التوبة (2752) .
5 مسلم: التوبة (2753) .
6 مسلم: صفة القيامة والجنة والنار (2808) , وأحمد (3/123 ,3/283) .

الصفحة 234