كتاب أصول الإيمان لمحمد بن عبد الوهاب - ضمن مجموع مؤلفاته

ألف وما معهم من الدواب والحيوانات1 وما لتلك المدائن من الأراضي والعمارات على طرف جناحه حتى بلغ بهن عنان السماء حتى سمعت الملائكة نباح كلابهم وصياح ديكتهم ثم قلبها فجعل عاليها سافلها فهذا هو شديد القوى وقوله ذو مرة أي ذو خلق حسن وبهاء وسناء وقوة شديدة قال معناه ابن عباس رضي الله عنهما وقال غيره2 ذو مرة أي ذو قوة وقال تعالى في صفته: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} . أي له قوة وبأس شديد وله مكانة ومنزلة عالية رفيعة عند ذي العرش المجيد، {مُطَاعٍ ثَمَّ} أي مطاع في الملإ الأعلى {أَمِينٍ} أي ذي أمانة عظيمة ولهذا كان السفير بين الله وبين رسله وقد كان يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفات متعددة وقد رآه على صفته التي خلقه الله عليها مرتين وله ستمائة جناح، روى ذلك البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه.
وروى الإمام أحمد عن عبد الله رضي الله عنه قال: "رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام في صورته، له ستمائة جناح كل جناح منها قد سد 3 الأفق يسقط من جناحه من التهاويل 4 والدر والياقوت ما الله به عليم". إسناده قوي.
__________
1 - هكذا (الحيونات) في تاريخ ابن كثير.
2 - قوله: (وقال غيره) إلى (روى البخاري عن ابن مسعود) اعتمد في نقله على مهطوطة عبد الرحمن الحصين وعلى تاريخ ابن كثير.
3 كلمة (قد) من مسند الإمام أحمد.
4 لفظ (من التهاويل) من مسند الإمام أحمد.

الصفحة 250