كتاب مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الأول)

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بدأ الإسلام غريبا ولا تقوم الساعة حتى يكون غريبا كما بدأ1، فطوبى للغرباء حين يفسد الناس، ثم طوبى للغرباء حين يفسد الناس". نا محمد بن يحيى2 نا أسد بإسناده3 عن عبد الرحمن4 أنه سمع رسول الله يقول: "إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء، قيل: ومن الغرباء يا رسول الله؟ قال الذين يصلحون إذا فسد 5 الناس". هذا آخر ما نقلته من كتاب البدع والحوادث للإمام الحافظ محمد بن وضاح رحمه الله فتأمل رحمك الله. أحاديث الغربة، وبعضها في الصحيح مع كثرتها، وشهرتها وتأمل إجماع العلماء كلهم أن هذا قد وقع من زمن طويل حتى قال ابن القيم رحمه الله: الإسلام في زماننا أغرب منه في أول ظهوره. فتأمل هذا تأملا جيدا لعلك أن تسلم من هذه الهوة الكبيرة التي هلك فيها أكثر الناس، وهي الاقتداء بالكثرة والسواد الأكبر، والنفرة من الأقل. فما أقل من سلم منه، اما أقله ما أقله! ! ولنختم ذلك6
__________
1 سقط لفظ (كما بدأ) في روضة الأفكار والأفهام لابن غنام وفي نسخة الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ وثبت في نسختي سماحة المفتي وثبوته هو الموافق لما في كتاب ابن وضاح.
2 عبارة (نا محمد بن يحيى) من كتاب ابن وضاح.
3 وهو (نا إسماعيل بن عياش عن إسحاق بن عبد الله ابن أبي فروة عن يوسف بن سليم عن جدته ميمونة عن عبد الرحمن بن سنة) .
4 هذا هو الصواب وهو الموجود في كتاب ابن وضاح وعبد الرحمن هذا هو ابن سنة بفتح المهملة وتشديد النون وحكى ابن السكن فيه المعجمة والموحدة ذكر ذلك الحافظ ابن حجر العسقلاني في (الإصابة في تمييز الصحابة) وقال في عبد الرحمن هذا (ذكره ابن حبان في الصحابة فقال له رؤية) .
5 كذا في بعض النسخ ووقع في روضة الأفكار والأفهام لابن غنام وفي أكثر النسخ الخطية بلفظ (عند فساد الناس) وهو الموافق لما في كتاب ابن وضاح.
6 في نسخة سماحة المفتي بخط عبد العزيز بن ناصر (ولنختم الكلام) .

الصفحة 324