كتاب مجموعة رسائل في التوحيد والإيمان (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الأول)

يشهدوا لله بتوحيد الألوهية؛ وتوحيد الإلهية 1 هو أن لا يدعى ولا يرجى إلا الله وحده لا شريك له، ولا يستغاث بغيره، ولا يذبح لغيره ولا ينذر لغيره 2، لا لملك مقرب ولا نبي مرسل؛ فمن استغاث بغيره فقد كفر، ومن ذبح لغيره فقد كفر، ومن نذر لغيره فقد كفر، وأشباه ذلك.
وتمام هذا أن تعرف أن المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يدعون الصالحين - مثل الملائكة وعيسى وأمه 3 وعزير وغيرهم من الأولياء - فكفروا بهذا، مع إقرارهم بأن الله سبحانه هو الخالق الرازق المدبر. إذا عرفت 4 هذا عرفت معنى " لا إله إلا الله "، وعرفت أن من نخا 5 نبيا أو ملكا، أو ندبه أو استغاث به فقد خرج من الإسلام، وهذا هو الكفر الذي قاتلهم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فإن قال قائل من المشركين: نحن نعرف أن الله هو الخالق الرازق المدبر، لكن هؤلاء الصالحون مقربون 6، ونحن ندعوهم وننذر لهم وندخل
__________
1 لفظ (وتوحيد الإلاهية) من مخطوطة المكتبة السعوديه 269/ 86.
2 قوله: (ولا ينذر لغيره) في جميع النسخ عدا طبعة الجميح فقد سقط فيها من بعض النساخ.
3 لفظ (وأمه) من مخطوطة المكتبة السعودية 269/ 86.
4 كذا في النسخ المطبوعة ووقع في مخطوطة المكتبة السعودية 269/ 86 (تأملت) .
5 ورد في بعض النسخ (نخا) بالخاء المعجمة وفي بعضها (نحا) بالحاء المهملة. وفي روضة الأفكار والأفهام لابن غنام (ناجي) من المناجاة, ووقع في بعض النسخ (دعا) وهو المراد بكل واحد من هذه الألفاظ.
6 كذا في مخطوطة المكتبة السعودية 269/ 86 وفي روضة الأفكار والأفهام لابن غنام وهو أصوب مما وقع في بعض النسخ بلفظ (يمكن أن يكونوا مقربين) لأن من اعتقد الصلاح في شخص لا يشك في أنه مقرب عند الله.

الصفحة 366