كتاب الكبائر لمحمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الأول)

(باب السخط)
وقول الله تعالى: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} 1. قال علقمة: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله، فيرضى ويسلم.
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فعليه السخط" 2 رواه الترمذي وحسنه.
(باب القلق والاضطراب)
وقول الله تعالى: {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ} 3، وقوله تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} 4 الآية، وقوله تعالى {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} 5 الآية. ولهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" 6.
وللبخاري: "أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني. قال: لا تغضب. فردد مرارا. قال: لا تغضب" 7.
وعن أبي ذر رضي الله عنه مرفوعا: "قد أفلح من أخلص الله قلبه للإيمان، وجعل قلبه سليما ولسانه صادقا، ونفسه مطمئنة، وخليقته
__________
1 سورة التغابن آية: 11.
2 الترمذي: الزهد (2396) .
3 سورة الفتح آية: 26.
4 سورة النساء آية: 65.
5 سورة آية: 27-28.
6 البخاري: الأدب (6114) , ومسلم: البر والصلة والآداب (2609) , وأحمد (2/236 ,2/268 ,2/517) , ومالك: الجامع (1681) .
7 البخاري: الأدب (6116) , والترمذي: البر والصلة (2020) , وأحمد (2/362 ,2/466) .

الصفحة 23