كتاب الكبائر لمحمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الأول)

(باب الاستهزاء)
وقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ} 1 وقوله: {فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً} 2 الآية. وقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ} 3 الآية. عن الحسن قال: قال رسول الله (: (إن المستهزئين بالناس يفتح لأحدهم في الآخرة باب في الجنة، فيقال له: هلم! فيجيء بكربه وغمه، فإذا جاء أغلق دونه الباب. ثم يفتح له باب آخر، فيقال له: هلم! هلم! فيجيء بكربه وغمه، فإذا جاءه أغلق دونه4. فما يزال كذلك حتى إن أحدهم ليفتح له الباب من أبواب الجنة فيقال له: هلم! فما يأتيه من اليأس) . أخرجه البيهقي. ولابن أبي حاتم وغيره عن ابن عمر مرفوعا: (من مات همازا لمازا ملقبا للناس، كان علامته يوم القيامة 5 أن الله يسمه على الخرطوم من كلا الشدقين (.
(باب ترويع المسلم)
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال (حدثنا أصحاب رسول الله (: أنهم كانوا يسيرون مع النبي (فنام رجل منهم، فقام بعضهم إلى حبل معه فأخذه، ففزع. فقال رسول الله (إنه لا يحل لمسلم أن يروع أخاه) 6 رواه أبو داود.
__________
1 سورة المطففين الآيتان: 29، 30.
2 سورة المؤمنون آية: 110.
3 سورة الحجرات آية: 11.
4 هذا هو نص الحديث في مخطوطة الشيخ محمد بن عبد اللطيف.
5 هذا نص المخطوطتين.
6 أبو داود: الأدب 5004 , وأحمد 5/362.

الصفحة 39