كتاب الكبائر لمحمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الأول)

ولهما عن حذيفة أن عمر قال: (أيكم يحفظ قول النبي (في الفتن؟ فقلت: أنا. فقال: هات. فإنك عليه لجريء، فقلت: سمعته يقول: فتنة الرجل في أهله وماله وجاره1 تكفرها الصلاة والصيام والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال: ليس هذا أريد، إنما أريد التي تموج كموج البحر. فقلت: ما لك ولها يا أمير المؤمنين؟ إن بينك وبينها بابا مغلقا، فقال: أيفتح الباب أم يكسر؟ قلت: بل يكسر. قال: ذلك أجدر أن لا يغلق. فقلت لحذيفة: أكان عمر يعلم من الباب؟ قال: نعم. كما يعلم أن دون غد الليلة. إني حدثته حديثا ليس بالأغاليط، فهبنا أن نسأله: من الباب؟ فقلنا لمسروق اسأله، فسأله فقال: عمر (. ولمسلم عن أبي بكرة مرفوعا: (إنها ستكون فتن القاعد فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي إليها، إلا إذا نزلت أو وقعت. فمن كان له إبل فليلحق بإبله، ومن كان له غنم فليلحق بغنمه، ومن كان له أرض فليلحق بأرضه. فقال رجل: يا رسول الله، أرأيت من لم يكن له إبل ولا غنم ولا أرض. قال: يعمد إلى سيفه فيدقه بالحجر، ثم لينْجُ إن استطاع النجاة. ثم قال: ألا هل قد بلغت؟ قالها ثلاثا. ثم قال رجل: يا رسول الله، أرأيت إن أكرهت حتى يُنطلق بي إلى أحد الصفين، فيضربني رجل بسيفه، أو يجيء سهم فيقتلني. قال: يبوء بإثمك وإثمه فيكون من أصحاب النار (.
ولابن ماجه عن سعد (ولأبي داود2 قلت: (يا رسول الله، أرأيت إن دخل علي بيتي وبسط يده ليقتلني. فقال: كن كخير ابني آدم، وتلا
__________
1 هذا هو الموافق لما في المخطوطتين.
2 هذا هو الصواب والموافق لما في ابن كثير.

الصفحة 48