كتاب الكبائر لمحمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الأول)

هذه الآية {لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} 1 2 (الآية.
(باب تعظيم قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق)
عن سالم بن عبد الله بن عمر3 قال: (يا أهل العراق، ما أسألكم عن الصغيرة، وما أركبكم للكبيرة! سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله (يقول: إن الفتنة تجيء من هاهنا، وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرن الشيطان، وأنتم يضرب بعضكم رقاب بعض، وإنما قتل موسى الذي قتل من آل فرعون خطأ فقال الله تعالى: {وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً} 4 5 (رواه مسلم.
ولهما عن المقداد (قلت: يا رسول الله أرأيت إن لقيني رجل من الكفار فاقتتلنا فضرب إحدى يدي بالسيف فقطعها، ثم لاذ مني بشجرة فقال: أسلمت لله، أقتله؟ قال: لا تقتله فإنك إن قتلته فإنه بمنْزلتك قبل أن تقتله وأنت بمنْزلته قبل أن يقول كلمته التي قالها (6.
ولهما عن أسامة بن زيد قال: (بعثنا رسول الله (إلى الحرقات من جهينة فصبحنا القوم على مياههم، فلحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم، فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله، فكف عنه الأنصاري، فطعنته برمحي فقتلته. فلما قدمنا بلغ ذلك رسول الله (فقال:
__________
1 سورة طه آية: 40.
2 الترمذي: الفتن 2194.
3 هذا الموافق لما في المخطوطتين.
4 سورة المائدة آية: 28.
5 مسلم: الفتن وأشراط الساعة 2905.
6 البخاري: المغازي 4019 , ومسلم: الإيمان 95 , وأبو داود: الجهاد 2644 , وأحمد 6/4 ,6/5.

الصفحة 49