كتاب الكبائر لمحمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الأول)

…ومن حصيلة ذلك كله تجمعت في أمانة المؤتمر نسخ كثيرة من مؤلفات الشيخ مطبوعة ومخطوطة وفي صورة ميكروفيلم. فألفت من بين أعضائها لجنة لتصنيف هذه المؤلفات، تضمنت مهمتها ما يلي:
(أ) النظر في كل مؤلف أو مخطوط والاستيثاق من أنه حقا من مؤلفات الشيخ.
(ب) حصر الموجود من نسخه المطبوعة والمخطوطة، ووصف كل نسخة.
(ج) تسجيل القسم الذي يوضع فيه (العقيدة – الفقه - السيرة – الرسائل ... ) .
وأيضا ألفت عدة لجان للتصحيح، تضمنت مهمتها ما يلي:
(أ) مقابلة النسخ المخطوطة والمطبوعة من كل مؤلف بعضها على بعض، للحصول على نسخة كاملة متكاملة هي التي تعد للطبع.
(ب) ترقيم الآيات، وذكر سورها، وضبطها شكلا.
(ج) وضع علامات الترقيم، والبدء بالفقرات، وإبراز العناوين حسب النظام الحديث في الكتابة والطبع.
(د) تحقيق الأمر في صحة نسبة المؤلفات التي تقدم لجنة التصنيف شكًّا حول صحة نسبتها.
وقد حرصت أمانة المؤتمر على أن تؤلف كل لجنة من لجان التصحيح من العلماء المتخصصين ذوي الصلة الوثيقة بنوع وطبيعة المؤلف الذي يراجعونه،
ولأحمد وصححه ابن حبان من حديث أبي سعيد رفعه: "من تواضع لله درجة رفعه الله درجة، حتى يجعله في أعلى عليين. ومن تكبر على الله درجة وضعه الله درجة، حتى يجعله في أسفل سافلين" 1.
وللطبراني عن ابن عمر رفعه: "إياكم والكبر، فإن الكبر يكون في الرجل وعليه العباءة" رواته ثقات.
(باب ذكر العجب)
وقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ} 2 روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "الهلاك في اثنتين: القنوط والعجب".
عن أبي بكرة رضي الله عنه أن رجلا ذُكر عند النبي صلى الله عليه وسلم فأثنى عليه رجل خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ويحك قطعت عنق صاحبك. يقوله مرارا. ثم قال: إن كان أحدكم مادحا لا محالة فليقل: أحسبه كذا وكذا، إن كان يرى أنه كذلك، وحسيبه الله، ولا يزكي على الله أحدا" 3 رواه البخاري ومسلم.
ولأحمد بسند جيد: عن الحارث بن معاوية أنه قال لعمر: إنهم كانوا يراودونني على القصص، فقال: أخشى أن تقص فترتفع عليهم في نفسك، ثم تقص فترتفع حتى يخيل إليك أنك فوقهم في منْزلة الثريا، فيضعك الله (تحت أقدامهم يوم القيامة بقدر ذلك".
وللبيهقي عن أنس رضي الله عنه مرفوعا: "لو لم تذنبوا لخَفِْتُ عليكم ما هو أشد من ذلك: العجب".
__________
1 هذا لفظ المخطوطات الثلاث.
2 سورة المعارج آية: 27.
3 البخاري: الأدب (6061) , ومسلم: الزهد والرقائق (3000) , وأبو داود: الأدب (4805) , وابن ماجه: الأدب (3744) , وأحمد (5/41 ,5/45 ,5/47) .

الصفحة 5