كتاب مصنف عبد الرزاق - ط التأصيل الثانية (اسم الجزء: 1)

جَارِيَةَ (¬١) حَدَّثَهُ أَنَّ (¬٢) عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَكْتُبُ إِلَى الْآفَاقِ: أَلَّا تَدْخُلَنَّ امْرَأَةٌ مُسْلِمَةٌ الْحَمَّامَ إِلَّا مِنْ سَقَمٍ (¬٣)، وَعَلِّمُوا نِسَاءَكُمْ سُورَةَ النُّورِ
• [١١٧٥] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، وَوَجَدْتُ فِي كِتَابِ غَيْرِي، عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ: بَلَغَنِي أَنَّ نِسَاءً مِنْ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ (¬٤) وَالْمُهَاجِرِينَ يَدْخُلْنَ الْحَمَّامَاتِ وَمَعَهُنَّ نِسَاءٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَازْجُرْ عَنْ ذَلِكَ وَحُلْ دُونَهُ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَهُوَ غَضْبَانُ - وَلَمْ يَكُنْ غَضُوبًا وَلَا فَاحِشًا - فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَيُّمَا امْرَأَةٍ دَخَلَتِ الْحَمَّامَ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ، وَلَا سَقَمٍ تُرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ تُبَيِّضَ وَجْهَهَا، فَسَوِّدْ وَجْهَهَا يَوْمَ تَبْيَضُّ الْوُجُوهُ.
• [١١٧٦] عبد الرزاق، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَقَدْ سَمِعْتُهُ أَنَا أَيْضًا، مِنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ، قَالَتْ: أَمَرَتْنِي عَائِشَةُ فَطَلَيْتُهَا بِالنُّورَةِ، ثُمَّ طَلَيْتُهَا بِالْحِنَّاءِ عَلَى إِثْرِهَا (¬٥)، مَا بَيْنَ فَرْقِهَا إِلَى قَدَمِهَا فِي الْحَمَّامِ مِنْ حِصْنٍ (¬٦) كَانَ بِهَا، قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهَا: أَلَمْ تَكُونِي تَنْهِي النِّسَاءَ عَنِ الْحَمَّامَاتِ (¬٧)؟! فَقَالَتْ: إِنِّي سَقِيمَةٌ، وَأَنَا أَنْهَى الْآنَ (¬٨) أَلَّا تَدْخُلَ امْرَأَةٌ الْحَمَّامَ (¬٩)، إِلَّا مِنْ سَقَمٍ.
---------------
(¬١) كذا في الأصل، والمصدر السابق، وفي (ر): "حارثة". وينظر: "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (٣/ ٥٢٧).
(¬٢) في الأصل: "عن"، والمثبت من (ر)، والمصدر السابق.
(¬٣) السقم: المرض، والجمع: أسقام. (انظر: النهاية، مادة: سقم).
(¬٤) في (ر): "المسلمين".
(¬٥) إثر الشيء: عقبه. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: أثر).
(¬٦) في (ر) ما صورته: "حضن".
(¬٧) قوله: "عن الحمامات" ليس في الأصل، واستدركناه من (ر).
(¬٨) ليس في (ر).
(¬٩) قوله: "ألا تدخل امرأة الحمام" وقع في (ر): "ألا يدخل الحمام امرأة"

الصفحة 544