كتاب الإستشراق وجهوده وأهدافه في محاربة الإسلام والتشويش على دعوته
الخاتمة
...
خاتمة
إن كشف الجهود التي يبذلها الاستشراق في محاربة الإسلام بكل سلاح وبأية وسيلة أمر لازم لتوجيه الدعوة وإعداد الدعاة.
وإذا كان الإسلام قد واجه في جميع أزمانه - منذ مطلع الدعوة حتى اليوم - كثيرا من القوى المعادية له، حتى دخل معارك ضارية متصلة باللسان مرة وبالسنان مرة أخرى، فإن ما يواجهه الإسلام في العصر الحديث من القوى المعادية له أشدّ ضراوة، وأبلغ كيدا مما واجهه من قبل، ويعدّ الاستشراق أخطر القوى التي تحارب الإسلام وتشوش على دعوته؛ لأنه يستعين بالعلم في محاربته للإسلام؛ فيستعمل أسلحة كثيرة متنوعة، ويستفيد من كل وسيلة يمكن أن تصل به إلى أهدافه، وتمكنه من إضعاف المسلمين بصرفهم عن دينهم.
لهذا ينبغي على المسلمين في جميع أقطارهم أن يحاربوا الاستشراق بالعلم والخلق، وأن يحسنوا إعداد الدعاة الذين يتصدون للدعوة في ميدانيها الدفاعي والتبليغي؛ حتى يتمكنوا من إخراس ألسنة أعداء الإسلام الحاقدة بتوضيح حقائق دينهم القويم للناس أجمعين، وبذلك يندحر المستشرقون الذين أرادوا أن يطفئوا نور الله رب العالمين، {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} 3.
والله يقول الحق ويهدي السبيل، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
__________
3- سورة التوبة آية 32 - 33
الصفحة 106
172